11 أكتوبر 2008

(كفاحي) : عش الدبابير/ حكاية محتسب: الجزء الثاني

الحمد لله الذي رفع المحتسبين على المخذلين , ونصر رجال الهيئة على الليبراليين , وبرأ القاتلين من المقتولين ثم أما بعد فقد دعا علينا ثلة ممن أزاغ الله قلوبهم عن دروب الهداية , فشلت أيدينا الأسبوع الماضي , فلم نستطع أن نفي بما وعدنا به أخواننا في الله , من إنزال الجزء الثاني في موعده , فاتصلت على الشيخ أبي يارا حفظه الله , وطلبت منه الرقية , فرقاني اسبوعين كاملين , فشفيت كأنني نشطت من عقال , وحصنني حفظه الله برقية خاصة قال لي أنها بمثابة برنامج (الانتي فايرس) فلا يضرك دعاء بعد اليوم من المارقين عن السنة , الشاطحين نحو البدعة , فجزى الله شيخنا ابي يارا كل خير , وجعل ما نفث في موازين أعماله .علماً أن أخونا في الله أبي يارا , يستقبل الناس للرقية يومي السبت والأحد كفاحي - حكاية محتسب- الجزء الأول ( في البدء كانت التوبة ) يمضي المحتسب بأمر الله أبي المقداد الزيلعي الخزاعي بسرد تجربته في كتابه (كفاحي) ص132 فصل (في عش الدبابير) فيقول فك الله أسره :" فدلفتُ بوابة الهيئة فتلقتني نسائم الأيمان وعبق السنة ورائحة (صنان) المحتسبين الممتزجة بدهن العود فتلقاني أحد الأخوة يقال له : ابو العيناء الليثي (مولاهم) وينادونه بـ (سنوكا )المداهمات لشدة في بأسه , وروح قتالية في طلعات المداهمة , قَتَل بضع عشرة من الفُسَّاق في طلعات متفرقة بلا سلاح , حتى أنه خنق أحدهم بلحيته حتى الموت , وفقأ عين أحدهم بمسواكه ,وما أن رأني أبوالعيناء حتى فغر فاه وقال لي : ألك مسألة ؟ فأعطيته كتاب الشيخ فتكهرب جسمه وقال وهو يرتعش : حيا هلا بالراسل والمرسول أهلا بك في دار المرابطين في ثغور الأعراض , تعال معي أخي في الله إلى شيخنا ورئيسنا وقرة أعيننا أبي عكرمة بن غيث .فأخذني أبو العيناء إلى (معالي الريس) لأسلمه كتابي هذا , فمررنا بطريقنا بصفة يتعالى منها الصياح والعويل فقلت ماهذا يرحمك الجبار ؟ قال إنها صفة التعازير يحبس فيها الفساق الذين تقبض عليهم جحافل جموس الهيئة فيشبعون ضرباً بالجريد والنعال لتجهيزهم للتحقيق معهم , فيفرز الرجال على حده في خوان خاص – منعاً للاختلاط - أما النساء فيرحلن إلى ديوان النكاح للستر عليهن كما هو متبع والله المستعان ."يقول ابو المقداد عن دهاليز الهيئة :" يغشاك شعور في تجوالك داخل دهاليز الهيئة أنك وسط خلية من الدبابير الملتحية , والملابس المقنزعة , والسيقان الضخمة المعشوشبة وكأنها جذوع نخيل , وهالني أمر لحاهم التي لا تكاد ترى لحيتين متشابهتين , وقد أخبرني ابو العيناء أن الأخوة في (دار الحسبة ) يرون جواز التفنن في خلق ستايلات جديدة في (تسريح) لحاهم آخذين بفتوى شيخ اللوك الإسلامي محمد العريفي في جواز (استشوار اللحية) وقد توسع الإخوة في تلك الفتوى حتى خلقت ستايلات وصرعات جديدة فهناك (لحية المداهمة) حيث يربط العضو لحيته خلف رقبته أثناء المداهمة حتى لا تعيقه أثناء المداهمات وتمنعه من (الوكز) و(اللكم) و(إخراج ما في الجماجم )وخصوصاً في حالات المداهمات الدامية , إذ أن كثيراً من المقبوض عليهم , يتشبثون بلحى أعضاء الهيئة فينتفونها والعياذ بالله , فأجيز لهم ما لم يجز لغيرهم , كما أن هناك (لحية صفير قرن المنازل) و ( لحية أنين الوطء) إضافة إلى (لحية مداهمون بلا حدود) حتى أن مصممي اللوك في لبنان أسلم منهم ما لا يحصى بسبب انبهارهم بالإبداع الحسبوي في خلق الستايلات والتفنن في التسريحات وكما قال أحدهم عندما نظر إلى أحد رجال الهيئة (يخرب بيته شو كتير مزوء ) أو كما قال عليه لعائن الله .ثم رأيت خوانا تجمهر حوله كتل بشرية فقلت يا أبا العيناء ما هذا يرحمك الله قال : هذه صفة الأنصار (كتيبة المتعاونين) يشاركون أخوانهم في الاحتساب وهم ممن من الله عليهم بالتوبة من أرباب السجون وهم يشاركون الآن في ورشة عمل عن (الطرق الخفية للقتل ) تحت عنوان (أوَّي ألبك ) نسأل الله لهم الثبات حتى الممات "يقول أبا المقداد:"فمررنا بسرادق كتب على بابها ( الفيالق الالكترونية) فنظرت إلى أبي العيناء فقلت له : وما ذاك يرحمك المذل ؟ قال أنهم محتسبة الانترنت , لعلك تلقي عليهم نظرة تقوي عزيمتك , وتشد من أزرك , وتعلم أن الحسبة ستبلغ ما بلغ الليل والنهار, ولن تترك الهيئة بيت مدر ولا وبر إلا وفيه فاجعة , بعز عزيز أو بذل ذليل , عزاً يعز الله به الإسلام , وذلاً يذل الله به الكفر والعلمنة , فدخلنا فعرفني بهم بأسمائهم المستعارة التي يجاهدون بها قائلاً :هذا أخونا في الله (أسد الشريعة ) وهذا المجاهد (تنين العقيدة ) وهذا (ديناصور الحشمة ) نسأل الله لهم الثبات , فدعونا لهم وانصرفنا .ثم دخلتُ على (الريس الشيخ) وهو ممتطي صهوة كرسي ضخم , وقد تسربل منه وهج الصالحين , وسمت المحتسبين , تغشاه غمامة من الحمق والعته , وقد فغر فاه لغير ما سبب -كعادته رحمه الله - وكان تقياً نقياً ورعاً , إذا عَزَبَ عليه شيء فزع إلى النكاح يرحمه الله, واصطف حوله لفيفٌ من الأخوة , أحاطوا به كالغربان , فانطلق إليه ابو العيناء , وقبَّل رأسه ولثم يده , وعرفني إليه وقال : يا شيخ أنه أخونا في الله أبا المقداد هَجَرَ الحشيش والشيشة وأقبل على الحسبة يرجو الله والدار الآخرة , بعثه (الشيخ ) وطلب أن نحسن وفادته , فرحب بي معالي الريس أبي عكرمة بن غيث, تراحيب التائبين وقرأ الكتاب وهو يقول (لبيك يا شيخ وسعديك ) فأجلسني أمامه و (نَصَبَ) مسواكاً كان بيده وقال:أناكح أنت ؟ فقلت ليس بعد يا شيخ فقد انقطعت بنا المأونة ولم أقدر على نفقة النكاحفهرش الشيخ كومة الشعر المتناثرة في كل مكان في وجهه وقال يا حنظلة ( وكان حنضلة آمر النكاح) ما صنع الله بسمحة بنت هذيل (أشجان سابقاً) التي قبضنا عليها البارحة بجريرة ارتداء البنطال ؟قال حفظك الله ياشيخ لقد وجهتم بأن توهب إلى معالي نائبكم , أبي ضرار بن هويملفهمهم بنعم نعم ثم قال : وتلك الفتاة الشقراء التي قبضنا عليها بسوق كذا وكذا ؟فحمَّر وجه حنظلة وقال بصوت لم أكد اسمعه : ياشيخ الله يحفظك انتم وجهتم أن نحبسها لكم حتى تنتهي عدة زوجتكم الرابعة التي طلقتموها حتى يجوز لك نكاحها , حفظك الله وزادك فحولة على فحولتك , تستر بها نساء المسلمين , و زادك من فضله وأمدك من قوته .فشاص الشيخ فاه بسواكه وقال : إذاً أنكحوه تلك الجارية التي قُبض عليها اليوم في خلوة في الليموزين , وليكن مهرها سترها , وتلفنوا على الشيخة رقية بنت محراب , فلتصلح من شأنها وتجهزها لبعلها , فالستر مطلب شرعي نسأل الله لنا ولكم الستر في الدنيا والآخرة . فما أن هممنا بالخروج من مكتب (معاليه )حتى دخل علينا (المُخَذل بأمر الله ) مدير العلاقات العامة , وقال يا شيخاه الغوث , الغوث , ففزع الشيخ وقال ما وراءك يا مُخذَّل ؟ هل مُخش أحدٌ من رجال الحسبة ؟ قال : لا ولله الحمد ولكن أحد رجالنا قتل امرأة وهو يقبض عليها ؟ فتنفس أبي عكرمة الصعداء وقال الحمد لله ثم التفت إلينا وهو يقول : ( خذو عني , خذو عني , والله لإزهاق أربعين نفساً معصومة أهون عند الله من مَخْشُ محتسب )ثم قال لمخذل بن جروان : أحكي لنا ما حدث يرحمك المنتقم قال : اتصل بي أحد أسودنا ليلة البارحة وقال : قد رقيت امرأة أصيبت بمس من الجن , فنطق ما بها من جان , وقالوا إننا قبيلة من الجن يقال لها الدناهشة (من الأبالسة يرجع نسبهم إلى أبليس ) وقد سلطتنا على هذه المرأة ساحرة في مكان كذا وكذا , تعمل السحر والشعوذة وربط العقد , وقد وطء تلك الساحرة غير واحد منا في ليال حمراء , وقد فتحت بيتها للدعارة للجن ؛ تسقيهم من الخمر , وتضاجعهم والعياذ بالله , وقد مكنها الجن من أن تطير بمكنسة حتى أنها تذهب إلى دوامها كل يوم بمكنسة تطير بها من بيتها إلى مدرستها التي تدرس بها بنات المسلمين , فقامت وحدة (الننجا) بالهيئة (تعريب التدخل السريع ) باقتحام وكرها , فوجدوا حفلة جان مختلطة , ولهم فحيح , فقال عضو الهيئة الأخ : جبل أبي قبيس (سمي بذلك لعظم جسمه والله إني لأجد راحة الخرش (وكان رحمه الله متخصص فيه , يجد رائحته على بعد ستين فرسخاً) واسمع فحيح الجان , إنها حفلة جان ماجنة تقيمها هذه الداعرة للجان , فنظر أخونا في الله جبل أبي قبيس فوجد عظاما على الأرض فصرخ قائلاً : والدليل (آلوووله) وأشار إلى عظام كانت متناثرة على الأرض وقال : (وهذه مزتهم قاتلهم الله ) فاقتحمنا المطبخ فوجدنا مكنستين فتلمسناهما فوجدناهما ساخنتين من أثر الطيران , فحرَّزناهما وقرأنا عليهما , ونقعناهما بشيء من سعابيلنا لإبطال سحرهما , فما أن سمعت تلك المرأة بتلك الحجج الدامغة حتى انتابها موجة مسعورة من الضحك , وقالت والله لا أخالكم إلا محششين ورب الكعبة فما ان سمعها أخونا في الله جبل أبي قبيس حتى أصابته (صرعة الاحتساب ) حتى لم يعد يألو على شيء , فانتصر لله وللحسبة والمحتسبين , ووكزها وكزة جابت أجلها والله الحمد والمنة , فقامت قائمة بن علمن واتصلوا بسفاراتهم ومنظماتهم ا لمشبوهة زاعمين أننا قتلناها وهي – والله أعلم – ماتت من الخوف لا من وكزة أخونا في الله جبل أبي قبيس , فما العمل يحفظك المُهيمن ؟فغرس الشيخ لحيته في كرشته المستديرة , ثم التفت إلى المخذل ورمقه من خلال نظارتيه الشبيهة بساعة إستاد الملك فهد , بنظرة من نظرات نتشه وقال : صدق جبل أبي قبيس وكذبت المرأة , خَذَّل عنا يا بن جردان ما استطعت والله الله ان تؤتى الهيئة من قبلك , ولا تنسى أنك في معركة يجوز فيها الكذب كما ورد في الصحيحين من حديث أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط , الذي لا أخالك تجهله - حفظك الخافض الرافع- وأهلك كل علماني وليبرالي وقطع عنهم الأكسجين وثاني أكسيد الكربون و (قطعهم) من ملاذاتهم وخمورهم قطعةً لا انفراج بعدها , فأمن الحاضرون وانصرف المخذل بن جردان وهو يكرر سمعنا وأطعنا , سمعنا واطعنا ثم قال الريس لأبي العيناء الليثي (مولاهم) يا سنوكا خذ أخاك أبي المقداد إلى الشيخ (خرتيت الجُحفة) فليعلمه الصنعة , وليستوصي به خيراً , فإني أرى بين يدي مشروع قاتل في سبيل الله, وليث من ليوث الحسبة , لا ترهبه أقلام العلمانيين , ولا صحافة الليبراليين , وأرى الدماء تتراقص بين عينيه , وأسأل الله أن يفتح على يديه .يقول أبا المقداد :"ولم أكن أعلم يومئذ عن أمر شيخي وقرة عيني خرتيت الجحفة شيئاً , ولم تبلغني كراماته ومغامراته في ساحات الوغى , ولم أعلم عنه سوى أنه كان ضحية لتجربة استنساخ (خرتيت ) فاشلة لكنها أخرجت لنا منتجاً حسبوياً يقال له ( خرتيت الجحفة) .
يتبع في الحلقة القادمة ( كفاحي – حكاية محتسب-الجزء الثالث ( في أحضان خرتيت الجحفة )
كتبه بعد الفراغ من صلاة التهجد الفقير إلى رضوان ربه حثالة الصالحين وبيرق القامعين بأمر الله الحجة الثبت الإمام الشيخ / مساعد البقمي – صامطه في أربع وعشرين ليلة خلت من شهر الله أبريل لعام ثمانية بعد الألف الثانية من ميلاد نبي الله عيسى عليهالصلاة والسلام
مع الاعتذار للكاتب المبدع عبد الله بن بخيت

(كفاحي) حكاية محتسب -الجزء الأول

أبو المقداد الزيلعي (وهو بطن من بطون خُزَاعة) الاسم الفني لأحد أسود الحسبة , وحصنٌ من حصون الفضيلة , في بلاد الحرمين , أسر بعد عملية جهادية (نوعية) في غزوة مباركة , أطلق عليها الاسم الحركي ( ما بَعْدَ بَعْدَ صقليه) وجرت في حي (الدخل المحدود ) وأسفرت تلك الغزوة عن مقتل أحد المقبوض عليهم , بعد أن أوسعه (هزبر بني زيلع) ضرباً بيده حتى خلع عينه من لغاليغها , غيرةً لدين الله ولمحارم المسلمين , وقد جُرح في تلك ( الطلعة ) بعض رجال الحسبة , ولا زال أخانا أبا المقداد أسيراً نسأل الله أن يفرج عنه , ولبلائه البلاء الحسن في تلك الغزوة ,سميت تلك السرية باسمه ( سرية أبي المقداد الزيلعي الخزاعي ) .وأبا المقداد – واسمه الحقيقي (طَلَقْ بن معيض ) حكاية كفاح وأسطورة من الأساطير, مَن الله عليه بالهداية و الانعتاق من ظلمات الفسق والفجور , إلى رحاب الإيمان والصحوة والجهاد , يحكي لنا قصة عودته إلى الله , في كتابه الجديد (كفاحي) ( تحت الطبع) فيقول :" لما خرجتُ من السجن , بعد انتهاء فترة عقوبتي بترويج المخدرات , أخذت أبحث عن رفقاء السوء السابقين , فذهبت إلى وكرهم في أحد مقاهي المعسل, فإذا بهم قد تجمعوا تغشاهم المعصية , وتضللهم سحائب الفجور , والعياذ بالله , فجلسنا وما منا إلا مُشَيْشٌ أو مُعَسل , ولم نفق من سكرة المعصية , إلا على طرقات خفيفة على باب الوكر, وإذا بصوت رخيم يقرأنا السلام , فرددنا عليه بعنف وقلنا : ما لذي جاء بك الساعة ؟ فأطل برأسه من خلال الباب , فإذا بكومة من الشعر في جوفها شفتان , فقال : أتسمحون لي بهُنيئة إخوتي في الله ؟ فقلنا إليك عنا أيها الجُرذ القذر , فأخذنا نرميه بالحجارة , وهو يقول : اللهم أغفر لهم فإنهم لا يعلمون , فجلس قريبٌ منا , فتعجبنا أن حجارتنا لا تصل إليه , بل ترتد علينا , فما أن رأى الدهشة تعلو وجوهنا قال : لا عليكم إنه أحد الملائكة يقال له (منجنيق) متخصص في الدفاع عن الدعاة إلى الله , فأخذ يتكلم ويحدثنا ويخوفنا بالله , فأخذنا نغلق آذاننا ونصرف وجوهنا عنه , من دمامة في وجهه , فما هي إلا لحيظات حتى مسخ الله وجهه في أعيننا وجه هيفاء وهبي , فأشرقت أساريرنا فبدأنا نستمع إليه , حيث كان يتحدث عن ( تكنيك الاستجمار) فما أن فرغ حتى قال :يا أبنائي سأحكي لكم قصة ( حقيقية ) لعل الله أن ينفع بها , حيث كنتُ ذات ليلة من ليالي الله المباركة , أزور ميتاً في أحد المقابر فوجدت رائحة معسل تفاحتين , تفوح من المكان فتعجبت ؛ فالمكان (مقبرة) والرائحة رائحة (الشلال) التي أعرفها حق المعرفة , فقلت في نفسي : لعله أحد العمال يلوذ في هذا المكان يؤذي الأموات بهذا الرجس , فأخذت أتتبع الرائحة , فإذا هي تنبعث من أحد القبور ثم سمعتُ صراخاَ متقطعاً يصدر من القبر , فاتصلت بأحد المشائخ , وحكيت له ما رأيت واستفتيته بأن يجيز لي نبش القبر فقال لي : إذا كان في سبيل الدعوة إلى الله ففعل ولا حرج إنشاء الله , فطفقت انبش ذلك القبر فإذا بشاب من أعماركم , وقد التف حول رقبته ( لي ) معسل , طوله سبعون ذراعاً في السماء, وبجانبه كائن غريب فما أن برقت فيه فإذا هو صاحبنا الشجاع الأقرع (ما غيره ) له بضع وسبعون ذيلاً وقد مُسخ على شكل ( شيشة كبيرة) وله فحيح يسمع على بعد ثلاثٌ وسبعون فرسخاً , وأخذ ينهش صاحب الجثة من شفتيه , ثم نظر إلي الشجاع الأقرع وقال : هلك المشيشون .... هلك المشيشون ... هلك المشيشون , قال الشيخ : ولا أعلم هل قال المشيشون أم المعسلون ... ثم أكمل الشيخ حكايته فقال : فسألت عن ذلك الشاب فقيل لي إنه كان يدخن , وفي أحيان يعسل , وقد نوى يوماً أن يجرنك , فانتشرت تلك الحكاية , حتى سمي ذلك اليوم (يوم الشيشة العالمي) كُسر فيها ما لا نحصي من الجراك والشيش .ثم يردف أبا المقداد : فألقينا الليات من أيدينا بعد سماعنا تلك القصة من الشيخ , وأخذنا نتحسس رقابنا ثم بكينا بكاء شديداً , وأمسكنا بصلعة الشيخ ولثمناها , ومرغنا لحيته بوجوهنا , ونحن نصرخ : استغفر لنا يا أبتاه , فمسح على صدورنا , فأخذتنا رجفة ورعدة وتصببنا عرقا , فقال: لا عليكم هذا عدو الله ( خُنيس) شيطان المعسل , يخرج من أجسادكم , فما هي إلا برهة حتى بدء نور الإيمان يشع من على وجوهنا , فقال لنا : اذهبوا إلى حمام كذا وكذا فاغتسلوا من أدرانكم واستبدلوا ثيابكم ووافوني في (خِواني) .يقول أبا المقداد : فخرجت تلك الليلة أمشي وأحس بخفة في جسدي غريبة حتى ظننت أنني أكاد أطير, فتوصلت إلى نظرية فيزيائية لم يسبقني بها أحد من العالمين , جنهم وأنسهم , حيث اكتشفت أن هناك تلازماً ما بين قانون الجاذبية والمعصية , فالمعاصي هي التي تجذبك إلى الأرض , وكلما تخففت منها قل وزنك , حتى أنني بعد أن طورت هذه النظرية فيزيائياَ وشرحتها لأحد مشائخي ( تخصص قراءات تخصص دقيق قراءة ورش عن نافع) قال لي : اكتمها ولا تفشها فإن الموساد يتصيدون مثل تلك النظريات ويخطفون أصحابها من علماء المسلمين , وقد يكون لك في علم الفيزياء , شأن عظيم قال أبا المقداد : وها أنا ذا .فواصلت مسيري , وكأنني ملاك أسير على الأرض ,وحمدت الله على أن أنقذني من شؤم المعصية, وتحسرت على عمري الضائع في التيه , وتذكرت أنشودةً لأم كلثوم قالتها عند توبتها من الغناء ( عمري ضايع ...ضايع يحسبوه إزاي عليّ) الشرح: تقول رحمها الله : إن عمري السابق الذي أمضيته في المعاصي والمجون والملاهي , ما هو إلا عمر ضائع فيأيتها الملائكة لا تحسبوه عليّ من عمري, فإن عمري الحقيقي هو الذي ابتدأ عند هدايتي وتحجبي , والله تعالى أعلم .فوافينا الشيخ عند (خِوانه) ودخلنا عليه فقال : عليكم بصُفَّـةِ (إزالة الأدران) فخلعنا ملابسنا , ودخلنا تلك الصُفَّـة التي أشبه ما تكون بغرفة (نتف الخِرَق في إخراج العَرَق ) تعريب (السونا ) وقد عُلق فيه (ترمومتر) يقيس نسبة إشعاع المعاصي في الجسد , حيث أن النسبة المقبولة (عالمياً) حتى يكون الشخص ملتزماً (11.8) فما أن دخلت حتى اشتغلت المكائن بأمر الله , فوصلت نسبة الإشعاع (المنكري) إلى (73.88) وهي نسبة (فاسق جداً) .يقول أبالمقداد : وبعد أن امتص الجهاز ما بجسمي من سموم محرمة , ووصلت إلى النسبة المقبولة شرعاً ,جاءت المرحلة الثانية وهي مرحلة ( استمطار اللحية ) وهي عبارة عن بخار مشبع بمادة (النرتوجين) حيث يحفز خلايا اللحية , فتتدفق الشُعيرات في غضون سويعات , حتى يصل إلى الكثافة المطلوبة شرعاً من أجل اكتمال اللوك الشرعي , ثم تأتي المرحلة الثالثة وهي مرحلة ( القنطرة ) حيث أدخلت رأسي في كوة يقال لها (كوة الفورمات ) تقوم بعمل (فورمات) لكل ما في الدماغ من داتا , وتعيد الجمجمة إلى حالها قبل الضلال , نقية صافية كما أنزلت ( شد بلادها كما يقول أهل الصنعة ) .فدخل علينا الشيخ ودعا لنا بالثبات ثم قال : سنوزعكم على الأخوة لعل الله أن ينفع بكم كي تشاركوا أخوانكم في الدعوة إلى الله , فنظر إلى صاحبي وقال له : حدثني يا بني عن صنيعك في الجاهلية , فقال صاحبي : كنت كاتباً في جريدة (عكاظ) في زاوية اسمها ( الجهات الخمس ) أتحدث فيها عن القضايا الاجتماعية وقد تحدثت يوماً عن المراكز الصيفية والجمعيات الخيرية فامسك الشيخ بلحيته وقال : أعوذ بالله من غضب الله , ما دمت تتحدث عن تلك الأمور فلا أخالك إلا علماني سابق , نسأل الله لك الثبات , فقال صاحبي وكان اسمه خالد : والله الظاهر يا شيخ أني كنت علماني أو لعلي كنت ليبرالياً لا أدري , إلا أنني كنت أحس بضيقة في صدري , وغمة سوداء في وجهي , وارتفاع في ضغط الدم مصحوب بشيء من الإسهال فقال الشيخ بتعجب : وهل تحس بخفقان في فؤادك عند سماعك الآذان وتورم في الحالب ؟ فقال الشاب خالد : نعم يا شيخ هو ذاك , فأمسك الشيخ لحيته المتسربلة إلى سرته وقال : إنه داء العلمنة والعياذ بالله ثم قال الشيخ : لعلك تكون في لجنة الرصد والمتابعة في مكتب الدعوة تلاحق لنا أبناء جنسك السابقين وترفع لنا بما يكتبون. ثم التفت إلىّ فرأى جسماً مفتولاً مُخرنقاً ( من الخُرُنق) فسألني عن سيرتي فأخبرته بأني حديث عهد بسجن في قضية مخدرات (تخصص دقيق حبوب وحشيش) فهمهم لُحيظات ثم قال : يا بُني لقد كنيتك أبا المقداد , وقلدتك لواء الحسبة , فاذهب بكتابي هذا إلى (أبي عكرمة بن غيث ) وأقرأه السلام وأخبره أن يلحقك بكتيبة ( أبابيل الحسبة ) وهي التي توازي ( الصاعقة) .ثم التفت إلى ثالثنا , وكان شاباً وسيماً صغيراً , فعض الشيخ على شفته السفلى ثم قال : أما أنت يا بُني فقد اصطفيتك لنفسي , تقوم على خاصة أمري فاحتسب ذلك عند الله .
يتبع الأربعاء القادم ...
كتب أصله بخط يده المباركة : شيخ مشائخ صامطه وما حولها / الأمام مساعد البقمي حفظه الله وسدده
( أثاب الله من أعان على نشرها )

هرشات صحوية: الجزء الثاني

عندما سمع المشائخ أبو القعقاع البطحاوي يصرخ بأعلى صوته : أنْ امسكوا عن الجَلد حتى توقف صرير الخيزران، عندها قال أبا ابو القعقاع حفظه الله : يبدو أننا قد وهمنا فصاحبنا المُبلغُ عنه ليس هذا الشاب وإنما شابٌ آخر انسل دون أن نراه فالحمد لله أولاً وأخراً وظاهراً وبطاناً.

قال ابو القعقاع : الحمد لله على كل حال، فهذا الشاب أيضا لا يخلو من (قروب) منكرات تجيز تعزيره، من لبس بنطال واقتناء بُراق الجُحفة ( تعريب بلوتوث) وترنمه ببعض الأغاني، عدا المنكرات العقدية التي لم تظهر بعد، وكما تعلمون فنحن معاشر المحتسبة من المحسنين وما على المحسنين من سبيل، اجتهدنا فأخطأنا، فعملنا دائرٌ بين الأجر والأجرين.

ثم التفت ليّ ذلك الشاب وقال: والله يا شيخ مساعد إني حزنت أيما حُزناني لأنني أشغلتهم وعطلتهم عن عملهم، فانشغلوا بي عن ملاحقة المنكرات، فاعتذرتُ لهم. فقال لي أبا جندل : لا عليك يا أخي فنحن رجال الحسبة شموعٌ تحترق لتضيء للآخرين. ثم أطرق اطراقة ملائكية ونشج وهو يقول : يا بُني دعونا نعمل بصمت، كررها ثلاثاً.

ثم أدخلوني غرفة يقال لها (صُفّةُ الوعظ) فيها ما لا عين رأت, ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشر، من الأشرطة السمعية، والأفلام الجهادية، والكتيبات الدينية, فقرأت وسمعت وشاهدت ووالله ما خرجت، وفي قلبي مثقال ذرة من بدعة، أو منكر، حتى أنني يا شيخ مساعد بدأت أشم رائحة عَـرَقي مسكاً، وسمعت هاتفاً يهتف من جهة خرسان، يصيح بأعلى صوته: وأيمُ الله لقد فزتَ يا غلام، كررها
عشراً.

ولما خرجت من الصُفّة، قابلني أبا جندل وفي يده ملابس بيضاء وشيء من سدر، فقال لي : دونك هذه الملابس فاذهب إلى بيت الخلاء واجلي عنك دَرُنُك واغتسل بماء وسدر، واخلع عنك ملابسك المدنسة بعَرَق المعاصي، فدخلتُ بيت الخلاء، وما أن سمعوا تقاطر المياه, حتى طفقوا يكبرون، ويهللون, ثم خرجت إليهم فاحتضنوني وسألوا الله لي الثبات.

ثم انخرطت في عدة دورات تأهيلية للمسلمين الجُدد، كان أحدها دورة (أحكام الإتكيت) تعلمنا فيها تكنيك الإلتزام ابتداءً من لبس الشماغ، ومروراً بالمشي، وطريقة دعك اللحية، وهرشها وانتهاءً بتمعر ( الخِشَّة) والتحكم بعضلات الوجه عند مجابهة المنكرات، او مقابلة الفُساق، وهي ما تسمى بنظرية (التمعُر) وهي نظرية صعبة إلا على من سهلها الله عليه. وكان المشرف على هذه الدورة الشيخ الوسيم أو كما اصطلح على تسميته ( رامي الصحوة) الشيخ محمد العريفي حفظه الله. أما دورة (كيف تكون أحمقاَ في ساعة) فألقاها إمام المغفلين في هذا الزمان ذي السعبولتين، الشيخ سليمان الخراشي بالتناوب مع تلميذه إبراهيم الشهري (ابو لجين إبراهيم).

أما دورة (وخز الجاموس في إعداد الجاسوس) فألقاها علينا أبا براطم حُجّةُ الله ( أكاي) وقد استفدنا منه حفظه الله بحكم تخصصه في هذا الفن وعلمنا أحكام كتابة التقارير، وكافة الأعمال الخاصة بالجاسوس المسلم، مع أن بعضنا كان يتأذى من شخيره، حيث كان يتنفس شخيراً لا يقطعه إلا بغرس سبابته في أنفه بين وصلة وأخرى، حتى أنه في أحد المرات قاطعه أحد الزملاء حديثي العهد بأغاني قائلاً : أتق الله يا أكاي، اتق الله،حسبك شخيراً، حسبك شخيراً، فقال له : ما لك يا بني؟ قال : شخيرك بدأ يتحول إلى معزوفة شبيهة بأغنية ما جنة- والعياذ بالله - فقال له : أصادقٌ أنت يا بني؟ قال : نعم، فقد تطابقت نغمات شخيرك مع السلم الموسيقي لأغنية ( بوس الواوا ) التي تعرفها جيداً هداك الله، فأمسِك عليك شخيرك، واشدد عليك براطمك، ولا تُضِعْ جهادك وتقاريرك، بارك الله فيك، فقال أكاي وهو يقبض على لحيته، جُزيت خيراً يا بني، ثم لم نرى أثراً لذلك الفتى بعد تلك الواقعة، فلم نعلم ما صنعت تقارير (أكاي) به.

وبعدها انخرطتُ مع الإخوة في طلب العلم والجهاد في طلبه وتحصيله والدعوة وملاحقة العلمانيين. ثم تنهد الغُلام نَهْدَةً ظننت أن روحه قد خرجت من أذنيه و قال: ثم حدث ما كنت أخشاه- يا شيخ مساعد - منذ أن فكرت بالالتزام وهجران المعاصي فقلتُ
له: هيه يا غلام هيه ( أي تحدث بطلاقة) فقال:
ففي زمن الغفوة والضلال، زينت لي نفسي -الأمارة بالسوء - أن أزيل شعر لحيتي بالليزر، بحيث يقضي على أصلها وفصلها من لغاليغها في الدماغ، ومنذ تلك العملية وأنا ملقي بالأمواس، فلا ينبت لي شعرٌ في ذقني، وبعد التزامي بدأت لحيتي تؤرقني، وأنا أرى أخوتي في الله يهرشون ولا أهرش، ويمشطون ولا أمشط، ويدعكون ولا أدعك، كما أنني أرى تمعُر بعضهم في وجهي عندما يرونني؛ فالوكُ لوكُ الصالحين, والذقنُ ذقنُ الفُسَّاق الزائغين، فكنتُ استعيض بالهرش الهوائي، (قيل وما الهرش الهوائي قال : أن يمرر الأمرد يده على ذقنه
ذهاباً وأياباً مقبلاً بها ومدبر) حيث أمرر يدي على ذقني, وأخلل الشعر الهوائي، وادعك ذقني بدهن العود،إلا أن النظرات بدأت تتكالب عليّ، حتى أصبحتُمطوع درجة ثانية، لا يقيمون بي رأساً، ولا يسندون لي أمراً، وما يوم المحكمة بسر فقلت له: وما يوم المحكمة يا غلام، قال: اتصل عليّ ذات صباح الشيخ سليمان الخراشي وقال لي: أشدد عليك ثيابك ولا تصلين الضحى إلا في المحكمة الكبرى فحاولت أن استفسر فقال كلمته الشهيرة: لا تسل يا غُلام ...

أملاه الفقير إلى عفو ربه :
مساعد البقمي
صامطه

هَرَشاتٌ صحوية (الحلقة الأولى)

الحمد لله الذي خلق الشَعْـرَ وجعله للدين إمارة، وجعل (الخراشي) للحُمْقِ منارة، وقيَّض( بن بريك) ليكون غُصة في حلق رواد السفارة، وله الحمد سبحانه عَدَدَ ما نشق( ناصر العمر) وعَطَسْ، و له الحمد عَدَدَ ما سَعْبَـل (بن هبدان) وفي أعماق البلاهة غَطَسْ .

ثم أما بعد... عباد الله ...

فبينما أنا منكب في مراجعة كتاب (أحكام الشَعْـر في الإسلام) لتلميذي غير النجيب سليمان الخراشي- شفاه الله ورفع الله عنه حمقه وجفف سُعبولته- فإذا بطارق على باب مكتبتي، يلح بالطرق والصراخ، وقد علا نحيبه، واشتد صُراخهُ، فصحتُ بحاجبي أن أذن له، فولج فإذا بغلام قد لبس شماغاً على وسط رأسه، وظهرت طاقيته، ومقدمة شعر رأسه، وثوبه إلى نصف ساقة، ومسواكه في جيبه، وقد سوَّر معصمه بساعة العصر، فإذا به قد أكمل ( لوك) الصالحين، الملتزمين، عدا أن ذقنه قد أصبح يباباًَ، لا شَعْرة فيه، ولا شُعيْرة. فسلـَّم عليَّ ولثم رأسي بقبلة صحوية لا بأس بها، ثم جلس وأطرق اطراقة طلبة العلم. وبعد السؤال عن الحال، وبعد أن دارسته شيء من النكت الفقهية، والفوائد العلمية لأزيل عنه وجله وهلعه ثم قلت له: يا بني هل لك من حاجة؟

فأمَـرَ يده على ذقنه الخليَّة من الشَعْـر، وأخذ يُخلِلها بأصابعه، وكأنه يتحسس شعراً (هوائياً) ليفعل ما نفعله (نحن) معاشر العلماء، عندما يحتد النقاش. فإننا نهرعُ إلى لحانا نُمزقها بالتخليل، والحك وهو ما يعرف بنظرية (الهَرْش) من هَرَشَ الحمار قفاه إذ حكه بحافره، ومنه قول المثل المشهور: (هرشةٌ ولا سدلانٌ لها) ومنه اقتبس الفيديو كليب الشهير: (زيديني هرشاً زيديني). ونظرية الهرش تؤكد الإعجاز العلمي للقرأن والسنة – كما أكد عليه غير ما مرة الشيخ (زغلول النجار) حيث اكتشف العلماء أن تحت كل شَعْرَة خلية جذعية متصلة بشكل مباشر بالدماغ، إذا ما هُرشت تلك الخلية، فإنها تزيد من تدفق كريات الدم الحمراء إلى الدماغ، مما يزيد الذكاء. لذا نجد أن الملتحين أشد ذكاءً من غيرهم، ولدينا مثالٌ صارخ على دقة هذه النظرية، وهو شيخنا ( العُتل) (موسى آل عبد العزيز) فقارنه يا رعاك الديان مع بل غيتس لترى عظمة القرأن .

وبعد أن هدأت أسارير الغلام قال بصوت رخيم :
كنتُ يا شيخ من الشباب المُعرض عن الله استمع الأغاني والعب البليستيشن (نرد هذا الزمان) وأشاهد الكليبات وشيء من المسلسلات حتى وصل الأمر بي أن توقفت عن تكفير (تركي الحمد) وكنت أرى والعياذ بالله صحة قرار القصيبي فيما يتعلق بالسماح للنساء ببيع الملابس الداخلية للنساء - مع أني كنت متحفظاً على بيع الكلاسين دون الستينانات- حتى قيّض الله لي رجال الحسبة فقبضوا عليَّ ذات ليلة وأنا انتظر دوري في أحد المطاعم في أحد الأسواق فإذا بشيخ لطيف، قد بسط الله له في جسده بسطة وخصوصاً في يديه، فقد تورمت أصابعه من الطاعة حتى أصبح أحدها كطوبة منصوبة، فإذا بالشيخ يقترب مني، ويجذبني بكل لطف وحنان من مؤخرة قميصي، حتى تمزقتْ أزراره ويسحبني أمام رواد المطعم والسوق، بكل ما أوتي من رقة آخاذة، وهو يشوص فاه بالسواك، لم أتجرأ أن أتفوه بكلمة واحدة له وسط هذا الجو المفعم بالحنية، ثم وصل إلى الدابة المباركة (سيارة الهيئة) ففتح الباب الخلفي وحملني بيد واحدة ورماني داخل الدابة، حتى أنني ارتطمت بالمرتبة الخلفية ليس من قوة دفع فضيلة الشيخ وإنما لأنني لم أتمسك بالشكل الجيد، وقبل أن يغلق الباب سَوَّل لي الشيطان سوء عملي، وخانتني عقيدتي الهشة هشاشة جمجمة (ابو لجين إبراهيم) فقلت له : يا شيخ بارك الله فيك عسى ما شر؟ فتعبَّس وجهه وتبسَّم تبسم المُغْضَبْ ورفع يده ونكأني نكأة قد يسميها بعض المغرضين (صفعة) لكنها- معاذ الله- كانت نكأة لطيفة كالنسمة الشاردة، وكان لخدي الشرف العظيم، أن يلامس تلك الأصابع الرقيقة المسبحة بحمد الله، التي لا تختلف كثيرة عن أنامل نانسي عجرم، عليها من الله ما تستحق .

وبعد تلك (النكأة المباركة) لم أفق إلا وهم يسكبون عليَّ دلواً من الماء، فصحوت من نومتي (وليس من غيبوبتي كما أوردتها بعض الصحف المغرضة على رجال الحسبة - معاذ الله-) فإذا بالشيخ حفظه الله ومجموعة من المشائخ يحيطون بي، وشعر رأسي متناثرٌ على بنطالي وقميصي فقد حلقوا شعري مجاناً بلا مقابل على قلة مواردهم وشح إمكانياتهم. وما أن رأيت تلك الوجوه النيرة حتى سبَّحتُ الله حيث شعرت ٍأنني في غابة من (اللحى) ودهن العود يعبق بالمكان وقد علقت على الجدران شيء من العصي أو ما تسمى بالخيزران ( لزوم الديكور ليس إلا) فصرخ أحدهم في وجهي صرخة جميلة وكأنني استمع إلى اليسا في أبهى تجلياتها وأردف :
أو نانسي عجرم (قالها بعد أن سمع نحنحتي المباركة) وقال لي ذلك الشيخ المهيب : أعترف

فبدأ الشيطان يحاول صرفي وإغوائي من أجل أن أسأل عن أي شيء اعترف به فضلا عن أن أنكر ما يتهموني به، لكنني تذكرت تلك (النكأة المباركة) فقاومتُ الشيطان الرجيم، لكن لساني سبق بمزحة سمجة، فقلت: (اعترف لك إني فعلا ما عرفتك.... ولا قدرت أوصل مع قلبي لحل ولا فهمتك...). وعينك ما تشوف إلا النور يا شيخ مساعد فأخذ كل منهم بخيزرانه من التي كانت معلقة للزينة وصرخ أحدهم قائلاً: بَعَدْ... وتغني لأم كلثوم يا خبيث فصرخ ابو جندل المرسلاتي (نسبة إلى المرسلات) قائلاً : لا نجوتُ إن نجى هذا السفيه، فتوالت علي السياط كأجمل مساج شعرتُ به، في حياتي فضننت أنهم غضبوا لأنني سقت أغنية لأم كلثوم –المصرية- وهذا يتعارض مع (أجندة الإصلاح النابع من الداخل) فقلت لهم: يا جماعة تراكم فاهمين غلط، هذي أغنية لمحمد عبده وهو سعودي وهو صاحب أغنية (فوق هام السحب إن كنت ثرى) وبدأت أترنم بها وكأنني أقول أحدٌ... أحد.

ومع كل ترنيمه تزداد حنية السياط إلى أن شملتني كرامة مشائخ الهيئة فأخذتني (نعسة) وليس إغماءة والعياذ بالله وإنما تعسيلة وأفقتُ على صوت أبو القعقاع البطحاوي (نسبة إلى البطحاء) وهو يصيح: حسبك يا شيخ ... حسبك يا شيخ ... يبدو والله أعلم بأننا وهمنا، عندها توقفت معزوفة السياط ....
يتبع في الحلقة القادمة ...
أملاه: سماحة السيد شيخ صامطة وما حولها العلامة :
مساعد البقمي – صامطة

07 أكتوبر 2008

أوراق من مفكرتي ..قصة نكاحي وطلاقي

الحَمْدُ لله عَدَدَ ما سُجِنَ من علماني و جُلِدْ
و الحَمْدُ لله عَدَدَ ما قُمع ليبرالي ومن روح الله طرد
و الحَمْدُ لله عَدَدَ ما هَلَكَ من بني علمان وولد
والصلاة على فاضح الشرذمة المتأمركين , وعلى الصحابة الذين ذادوا عن حياض الدين ,
وعلى الآل والصحب والتابعين.
أما بعد
أختي في الله :
أحيَّيك بتحية الإسلام الخالدة ؛ سلامُ الله عليك وعلى أهل بيتك ورحمة الله وبركاته .
فلا يخفاك أخيَّة ما فتأ علمانيوا هذا الزمان , وأذنابهم , جواري كانوا أو غلماناً , من مهاجمة الخِمَار و عباية أهل الحديث , وحجاب العِفَّة , وقفازي الحياء , ويروجون أنها تُعيق من تمتع الجارية بملذات الحياة , من سفر بريء ومتعة طفولية , فلم أجد إلا أن أبوحَ بسِرٍ ظللت احتفظ فيه لنفسي طوال ما مضى من السنين , إلا أن الحَرَجَ الشرعي ظل يؤرقني حتى قررت أن أبوح به نصحاً للأمة مع أنه يذكرني بذكريات جميلة هي اعز سنين حياتي .
كنتُ - أيتها الأخوات - في مُقْتَبَلِ عمري - زهاء الرابعة عشر - عندما تقدم لي احد كبار طلبة العلم في صامطة يدعى / الشيخ مساعد البقمي وكان خريج احد المعاهد الفنية ( قسم ميكانيكا سيارات تخصص دقيق "فني طرمبات ) وكان بارعاً في العلم , ويقرض الشعر , وله اهتمامٌ بالأدب , وكذلك هو مُعَبِرَ رؤى , كما أنَّه كان وقتها ممتهن إلقاء الأناشيد الإسلامية في المراكز الصيفية , كان جذاباً ذا صوت شجي كأحسن ما يكون من نسمات يوليو الساخنة وكان ( ما شاء الله لا قوة إلا بالله ) كأنه فلقة قمر سبحان الخالق فيما خلق , كان حديث النساء في (صامطة ) وما جاورها , ومضرب أمثالهن في الحسن والجمال , حتى اشتهر المثل المشهور( الله يرزقك أجمل من مساعد ) [ يقال للحامل التي على وشك الولادة , دعوة لها بأن تُرزق غلاماً بارع الجمال ].
تقدم لي ذلك الشيخ الوقور ذائع الصيت وقد تزامن خطبته لي مع تقدم اثنين من صغار تلاميذه لخطبتي أيضا( بن زُقيل والمُسْتَخْرِشْ بأمر الله) لكن آليت الرأس على القدمين , مع أن فيهما مسوح من قبح وضآلة في العقل .
وفي ليلة الزفاف كنت أفكر ملياً وأنا أتصور الشيخ مساعد البقمي بجلالة قدره بعلا لي , وكنتُ أتسأل : هل يا ترى هي حسناتي عُجِلَتْ لي في الدنيا ؟ أم هو استدراج ؟ لم أكن أتصور أن يطلق عليّ : حصه الهاجري حَرَمْ القامع بأمر الله الشيخ مساعد البقمي!!
وبعد أن تم زواجي بالشيخ مساعد - حفظه الله - طلب مني أن أختار إلى أي بلد أريد أن أسافر ؟ فاخترتُ جزر المالديف , فحزمنا حقائبنا , ويممنا قُبَاَلَة تلك الجزر النائية لقضاء ( ساعةً من عُسَيْلَة )" تعريب شهر العسل" وقد تعاهدنا أن نجعلها رحلة دعوية , نُبَلِّغ فيها دين الله , و لا تشغلنا (العُسَيْلة) ومشتقاتها عن ذلك , فتزودنا بخير الزاد ؛ مجموعةَ من أشرطة مشائخ هذه البلاد , وشيء من كتيبات , ونحوه .

بدأنا من الطائرة , وقررنا ( أسْلمة ) الرحلة , فعزلنا النساء في جانب والرجال في جانب, فتصديتُ لمخاطبة النساء , وانبرى بعلي لمناصحة الرجال , وكان أغلب من على متن الطائرة قصدوا تلك الديار لقضاء (ساعةً من عُسَيْلَة) فوجدت أن أحسن دَرْسٍ هو إلقاء خُطْبَةٍ عن جهنم بزمهريرها ولهيبها وعناكبها وثعابينها والشجاع الأقرع وضمة القبر ومنكر ونكير , وقد لاقى درسي رواجا منقطع النظير, وعلا النحيب وتعالى النشيب وصياح الأطفال , ولله الحمد والمنة .
أما بَعْلي فعقد درساً عن أحكام الطلاق وعيوب النكاح (من رتق وفتق وناسور وباسور وخلافه) وخصوصاً وأنها عيوب تظهر مع أول ليلة بعد خلوة , وبما أن الراجح من أقوال أهل العلم أن المعقود عليه في عقد النكاح هو الفرج , كان لزاماً على الشيخ مساعد - سلمه الله - أن يُبَيَّن تلك الأمور الدقيقة , حتى لا يقع احدهم في التدليس , وبما أن اكتشاف شيء من تلك العيوب قد يؤدي إلى الطلاق , فكان من الأنسب تبيان أحكام الطلاق أيضا .
وعقدنا ألوية أسميناها (ألوية الفاروق رضي الله عنه ) لإزالة المنكرات في الطائرة , و أول ما بدأنا به تلك المضيفات اللاتي حسرنا عن سيقانهن وأخرجن شيء من نهودهن , فوزعنا عليهن بطانيات الطائرة , وألزمناهنَّ بارتدائها أثناء التجوال في الطائرة , ومنعناهنَّ من ضيافة الرجال كما منع الشيخ الرجال من (التعتيب ) على النساء , وهنا أتممنا (أسلمة ) الرحلة وسيطرنا على الوضع , بعد أن استبدلنا الإذاعة الداخلية للطائرة بنشيد :
حطينُ يا أملي ويا أمالي **** حطين يا علماً على الأوطانِ
وبعد أن وصلنا إلى المطار , أستقبلنا أتوبيس حملنا إلى المنتجع المعد لإقامتنا , ومنذ خروجنا من المطار وحتى عودتنا إلى ديارنا ونحن نحمل في ذهابنا وإيابنا ( مُبَدِدٌ النجاسة ) وهو عبارة عن رشاش فيه مضخة في داخلها ماء مخلوط بسدر ومرقي فيه من قبل كبار الرقاة في ( صامطة) فكان هذا السائل وهو يتطاير في الأثير يُبَدِدُ نجاسة المعصية ( حيث أننا كنا ولازلنا نعتقد أن المنكرات نجسة بذواتها ويمكن ان تتجسد في كنه محسوس) ويمتص تلوث المنكرات المهددة لثقب الأوزون , وكم رأينا - يا أخواتي في الله - العُصَاة وهم يتمايلون عندما يلامسهم ذلك السائل العجيب , وقد اسلم منهم -بفضل ذلك السائل - ما لا نحصي , والله الحمد والمنة , حتى أن احدهم كان أعمى وما أن تغشاه شيء من نفحات ذلك السائل العجيب حتى انطلق مبصرا , ولله الحمد أولا وأخرا , حتى أنه يشفي من داء الحمق كما ذكر ذلك الشيخ محمد العريفي حفظه الله في سرده لقصة هدايته , وأن ذلك السائل كان القنطرة له بين عالم الحمق والبلاهة إلى فساحة الحكمة والعلم وكله بأمر الله .
كانت أياماً من أيام الله لازالت كلمات الشيخ تدندن في أذني وهو يناديني " يا جاريتي" وأنا في قمة السعادة لهذا الوصف المتعالي في الرومانسية
[ عطين ماء يا جارية ]
[ هل غسلتي جواربي يا جارية ]
[ عليك لعائن الله يا جارية ألم ينتهي الغداء]
يقطع العشق وسنينه
كنا نترنم بالأناشيد فكان دائما يردد :
زلزل زلزل جنود العِدا *** جيش الباطل دمر وزلزل
اهتف بهم ونادي **** هل من منازل **** جيش الباطل دمر زلزل
وأنا كنت اردد دائما وبحكم أنني أنثى : خندقي قبري وقبري خندقي *** وزنادي صامت لم ينطق
فمتى ينطق رشاشي متى *** لهباً يصبغ وجه الشفق
ومتى أخلع قيداً هدني *** وثياباً نسجت من قلق كانت الأجواء في منتهى الرومانسية والجمال.
حتى أن الأجواء الروحانية كانت مدعاة للابتكار , فالشيخ انفتحت قريحته للابتكار فاخترع بضع وعشرون اختراعاَ لازالت مخطوطة منها : (المعيار الشرعي لقياس درجة الهوى) حيث يوضع (المِشَكْ ) تحت أذن المُكلف ويعطي إشارة دقيقة عن مستوى الهوى , وهل أن ذلك المكلف متبع للهوى أم هو يتبع الدليل فمن 1-5 يعتبر الحاصل عليها (طالب حق ) وما فوقها يعتبر متبع الهوى , ويوصي الاختراع بالتعزير المناسب له , من جلد وضرب بالجريد والنعال .
كنا نقضي الكثير من الوقت في البكاء الجماعي تكفيراً لبعض المعاصي وكان السياح الأجانب يقولون لنا : كيف تبكون في هذه البقعة من العالم وأنت في شهر العسل ؟ وكم كنا نحمد لله على فهمهم السقيم , وأعراضهم عن الحياة الآخرة ,كيف لا وهم لم ينالوا أثَرَةً من علم . كان برنامجنا اليومي في المنتجع كالتالي :
الاستيقاظ قبيل الفجر للتهجد ومن ثم أداء صلاة الفجر جماعة في الجناح
ثم المكوث في المصلى حتى طلوع الشمس وارتفاعها قيد رمح , بعدها نؤدي ركعتي الضحى
ثم تناول الحليب والكعك المجفف
بعدها يلقي الشيخ درس في شرح كتاب "اللالكائي " في العقيدة فصل في : هل اثبت السلف لله ظفراً , ومناقشة (الكلابية) في ذلك , وكنا مُصرين على بثه على كل الغرف , بدلاً من الموسيقى التي يزعمون زوراً أنها تهدأ الأعصاب , فأي أعصاب هذه التي لا تهدأ إلا بالمعاصي والآثام وكيف لا تهدأ بالعلم والعرفان ؟ .
ثم وقت حر إلى الساعة العاشرة
من العاشرة وحتى الثانية عشر ظهرا درس تحفيظ قرأن
وبعد صلاة العصر مسابقة ثقافية
المغرب ننتشر في الفندق للإنكار على من ينوي تعاطي المسكرات , وتذكيره بالله وكان معنا مُسَجْل قد وضعنا فيه شريط (هادم اللذات) للشيخ عبدالله الرسي , وتركناه يصدع في جنبات الفندق .
بعد صلاة العشاء خصصناه للتجول على البحر والسباحة في الماء

نعم سباحة ... مع وجود جماهير السياح من الجنسين ودون أن نتنازل عن عقيدتنا قيد أنمله .
سباحة بلا ( الكواشف الجلية عن السوءة المخفية ) [ اختصار للمايوه ]
هكذا يكون الإبداع في ابتكار الحلول الإسلامية من اجل الاستمتاع بمتع هذه الحياة
ابتكر الشيخ حفظه الله ( وكان آنذاك في بداية مرحلة الطلب في اسلمه التكنلوجيا) (جلباب الاستحمام الالكتروني) وهو عبارة عن جِلْباب صقيل فضفاف , فيه دوائر نحاسية دائرية الشكل قابلة للثني أفقيا او رأسيا (مرنة في الانثناء) مهمتها الأساسية هي أنها تمنع التصاق الجلباب على المواضع المثيرة من جسد الجارية , بحيث تصبح كأنها في (برميل بترومين) وهناك فتحات مما يلي اليدين تخرج منها الجارية كفيها المحجبات بالقفازين , من أجل إعلاء دين الله في هذه الأرض المعرضة عن الله .
وكنت ارتدي جلباب الاستحمام الالكتروني والبس فوقه عباية أهل الحديث ( العباية السعودية ) واستمتع بالسباحة دون أن أتنازل عن عقيدتي ومبادئي .
كما أن تلك الدوائر النحاسية مجهزة بجهاز ينبه الجارية عن اقتراب أي جسم غريب من غير محارمها , ويبدأ الجلباب فوراً بالآذان بلا ترجيع .
حتى الشيخ مساعد كان يسبح وهو ( مُتَلَطْمٌ ) بشماغه حتى لا يفتن نساء بني الأصفر
أما السينما فلا يمكن إلا أن نؤصل مشاهدتها شرعاً حتى لا نتهم بالغلو والتشدد - حاشنا ذلك - فكنا نحضر السينما وقد لبس كل واحد منا نظارة سوداء تحجب عنه الهواء فضلا عن رؤية ما يحدث في الفلم , أم الأذن فسدناها بسماعة تحجبك عن هذا الكوكب وأصواته.. وإذا قالوا لنا دخلتم سينما قلنا دخلنا سينما!!!
وفي أحد الأيام وأثناء درس الفقه احتدم النقاش بيني وبين الشيخ حول مسألة فقهية دقيقة في (الخُنْثَى المُشْكِلْ ) , حيث كان الشيخ - هداه الله - يرى أن (الخُنْثَى المُشْكِلْ ) إذا جاءها الطَمَثْ فإنها تغتسل بعد أن تحسب ستة أيام أو سبعة , ومن ثم تصوم وتصلي , بينما كنت أرى أنه لا يجوز للخنثى المشكل أن تصلي أو تصوم ما لم ترى الطهر , وتقاس في ذلك على الأنثى وكنت أقول له : كيف يسعك ياشيخ ان تجتهد وهذا النص أمامك حيث يقول أبي يعلى الحنبلي الحراني ( من أعمال خرسان ) ( ... وأن رأى خنثى مشكل دم سيال يخرج من مكانه المعهود فلا يغتسل حتى يرى طهرا وأن دام دهرا )؟؟؟ فلا اجتهاد مع النص .!!!
علا الصياح وارتفعت الأصوات , وكلمه منه وكلمه مني حتى وصل الوضع إلى حد الغليان , وقال لي : مصدقة نفسك يا مايا نصري ؟ فرددت عليه : على بالك يا وائل كفوري .
وحبة حبة حتى اتفقنا على الطلاق بإحسان , فقد تركته لله استجابة للمقولة الشهيرة (من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه) مع أنني إلى الآن لا زلت عزباء وقد بلغت سن اليأس , لكن لا زلت انتظر هذا ( الخير) , وعندما سألت احد طالبات العلم قالت لي : ليس من الضروري أن يكون هذا الخير هو رجل أحسن من زوجك السابق , بل قد يتجسد هذا الخير بوضعية معينة , فحالك الآن خير من حالك لو مزقك قطار يسير بسرعة 400 كيلو متر في الساعة مثلا , وحالك الآن قطعاً ستكون أفضل من لو أن (سحلية ) عدت من على وجهك فتحولتي بقدرة الله إلى ( بُرعي )وهكذا دواليك , عندها رأيت كم أن العلم بحر ومهما ضننا أننا بلغنا منتهاه فإذا نحن لا زلنا في ساحله .
أما زوجي السابق - حفظه الله - فقد كانت مخالفته في تلك المسألة الفقهية بداية الانحراف بالنسبة له , حتى روي لي أنه بدأ يفتي بجواز أن تُخْرِجَ المرآة (براطمها) للطبيب أعاذنا الله من الحور بعد الكور ,
كَتبته , وراجعته , وأصلته , وخرَّجت أحاديثه : الشيخه حصه الهاجري - الصرار
نُشر بتاريخ 14-6-2004م بمنتدى دار الندوة
أجاز النص شرعاً الشيخ مساعد البقمي

أحكام (الفأر) في الإسلام

اللهم لك الحَمْدُ ربي حَمْدَ مَنْ أعتكف فأذاه العلمانيين فَخَرَجْ , وحَمْدَ مَنْ ضَاقَ ذَرْعَاً بفأر فَهَاجَ ومَرَجْ , فوضَّح المُنَجِدُ في المجدِ فلاحت بوادر الفرج .
ثم أما بعد :
فقد بلغنا ونحن معتكفون منقطعون لله , الفتوى التي أصدرها شيخنا محمد المنجد , بشأن (ميكي ماوس) وساءنا تعدي فضيلته على تخصصنا في مثل هذه الفتاوى , ومزاحمة فضيلته وغيره في تخصصنا الدقيق , فإلى الله وحده أشكو ضعفي وقلة حيلتي, وهواني على الناس , وأنا أرى الوافدين يزاحموننا على ( فئراننا ) ونحن أولى بفئراننا من غيرنا , فإلى الله المُشتكى وإليه المرتجى يا رحمن .
وقد وجدتُ في كلام فضيلة الشيخ محمد المنجد تبسيطاً لا يرقى لتعقيد مسألة (الفأر في الإسلام) ووجدتها خالية من التأصيل العلمي والفقهي , فكان لزاماً عليَّ أن أبين , وأفصِّل فيما أجمله الشيخ محمد , فنقلتُ هنا فتوى لنا في كتابنا ( فتاوى معاصرة ) "تحت الطبع " .
" الفتوى الرابعة والسبعون بعد المائة السابعة :
أحكام الفأر في الإسلام
حيث لم يدرك الكثير من المسلمين خطر (الفأر) على عقائد الناس , ومعاشهم مع تحذير الله منه , وتحذير النصوص الشرعية من خطره على أمة الإسلام , فو الله لم نتراجع , ويُمْنع القطر عنا وتضيع حقوق الأمة في مهاوي الردى , ويهزم أخواننا المجاهدون في (تورا بورا ) وتمكن الجارية من قيادة السيارة , إلا بعد أن تركنا الفأر يعبث في (عِبْنا) دون إيقاع الحد الشرعي عليه وهو القتل بضربةٍ بنعلٍ , أو رميةٍ بنبيطةٍ , أو دهسة بقدمٍ , أو نحوها .
وقد شَهَدَ أمامي بِضْعٌ وعشرون مجاهداً من أخواننا المجاهدين في (البوسنة والهرسك) و (أفغانستان ) أنهم كانوا يرون (الفئران) تصطف مع العدو لابسة (البَرَانِسَ ) , بل كانت هناك خلية كاملة من الفئران يسمى لواء (ميكي ماوس) رآها المجاهدون في المأسوف على شبابها (تورا بورا ) , وأنها كانت تُجْهِزُ على جِرَحِ المجاهدين بالقرض ونحوه , ونقل لي غير واحد من العارفين بدهاليز بارات الخنا والخمور , أن بعض خمارات الغرب تعتمد على الفئران المُدربة في تقديم الخمور لزبائنها , بل إنها تُسْتَخْدَمُ من قِبَلِ أرباب الفجور والخلاعة , للمراقبة في شقق الدعارة , فتصدر أزيزاً عند رؤيتها لـ (جمس الهيئة) , وتقوم بعرقلتهم حتى يهرب الجناة , ويفلتوا من قبضة رجال الحسبة التي وسعت كل شيء , ويُقْسِمُ لي أبي عكرمة بن غيث الحسبوي بالله غير حانث , وهو من أخواننا في (هيئة العود) , أنه وأثناء مداهمة أحد أوكار الشيشة ترأى له فأر كبير بصورة (جيري) عليه لعائن الله , وكان يحول بيني وبين الفُسَّـاق حتى هربوا , ثم مَسَخَهُ الله بغلاً , فرفسني برجليه فلم أفق إلا وأنا في (قرن الثعالب) فسألت الشيخ (الميكي موسي) محمد المنجد عن ذلك فقال : إنه (فويسق بن وهب البيزنطي), كبير شياطين الفئران والجراذي في الجزيرة العربية, قاتله الله لا نجوتُ إن نجا , فقد رأيته في حادثة الغرق التي أنجاني الله منها أنا وتلميذي أبا لجين إبراهيم اخرق هذا الزمان , فكان ذلك الشيطان الفأر يحاول أن يُغْرِقَ السفينة بخرق أسفلها , فقام أبا لجين بقراءة سورة الصافات ثم قرأ رقية الفأر وهي ( اللهم أعذني من الفأر وقرضه والجرذي وصريره والخنزير ونقيقه ) فخسيء عدو الله , حتى مسخه الله سمكة سردين ثم , ولَّى الأدبار وهو يصرخ : لقد فتني يا مُنَجَّد , لقد فتني يا مُنَجَّد .
وقد نقل لي سماحة الوالد الشيخ زغلول النجار حفظه الله , أنهم حلَّلوا دم بعض الكفار , فوجدوا في دمه نسبة 34.56% من مادة (m.o.s)
وهي مادة لا توجد إلا في النخاع الشوكي للفأر , يقول النجار : وهذه المادة هي سبب الإعراض عن الإسلام , وعدم سماعهم للحق والإعراض عنه , وهي السبب الرئيسي لردة أهل اليمامة لأنهم في منطقة يكثر فيها الفئران , كما أن تواجد الفئران بكثرة في منطقة ما يقلل فرص نزول القطر , وقد وضعنا تجربة علمية , حيث جمعنا أربعة أفارقة من فقراء (بوركينا فاسوا ) ووعدناهم بأنه بعد إسلامهم سيعطون منحة مالية , وفيزا للحج والعمرة والإقامة والعمل , ووضعنا في غرفة ثانية أربعةً من الأوربيين , وقمنا بسحب تلك المادة (المفأرنة ) من أجساد الفئة الأولى , فأسلموا من لحظتهم , والعجب العُجاب أنه حَسُنَ إسلامهم في خلال دقائق معدودة , أما الفئة الثانية التي لم تسحب منها المادة (المفأرنة) فزادت عناداً , وشكتنا إلى قوات الأمن بتهمة الإرهاب ولا حول ولا قوة إلا بالله .
أما (بنكي و براين) فهي الدليل القاطع على غزو الغرب لنا من خلال الفئران , فهم يقولون من خلال ذلك المسلسل أن الفئران قادمة للسيطرة على العالم من خلال الفأرين( بنكي و براين) حتى وأن فشل ألف مرة لكنه في النهاية سينتصر الشيطان من خلال ذلك الفأرين الخبيثين , ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وأما عن ارتباط الفأر (لوجستياً) بالشيطان كما قال الشيخ محمد حفظه الله , فهذا صحيح ولا غبار عليه , وقد أكدته الظواهر الطبيعية , فقد تبين بعد تشريح بعض الفئران , أنها تحمل في ضلعها الأيمن جهاز إرسال مرتبط بالشيطان , يحركها من خلاله , وقد فطنت (السي آي إيه ) لهذا فجندت مئات الألوف من الفئران المدربة , للتجسس على أخواننا المجاهدين , وقد شحنت تلك الفئران بطائرة كاملة بي 52 وألقت بها في جبال (تورا بورا) فتم رصد المجاهدين من خلالها , بل كانت توجه القاذفات لأهداف معينة لقصفها ولا حول ولا قوة إلا بالله .
و (الفويسقة) قيل أنها لا ذكر لها , وإنما هي أثنى فلا يوجد فأر ذكر على ما نص عليه غير واحد من أهل العلم من علماء أصول الفقه والجرح والتعديل , وأما عن طريقة تكاثر الفئران والحالة هذه , فإن الشيطان يطأ الفأرة فتحبل بأمر الله , وتلدُ فأرة وهكذا , لذا سميت فويسقة لأنها من ماء الشيطان ووطئه .
وأما عن حكم الفويسقة فإنها تقتل قولاً واحداً , واختلف أهل العلم هل تُقتل حداً أم تعزيراً ؟ والراجح -والله تعالى أعلم وأحكم- والتي تدل عليه ظاهر النصوص أنها تقتل حداً وعليه فلا يجوز لولي الأمر العفو عنها كما هو مفصل في بابه .
أما عن من رَسَمَ (ميكي ماوس) وبما أنه مات حتف أنفه , فالرأي المتوجه لدي أنه يجوز نبش قبره وإقامة الحد عليه , ومن ثم حرق كل أفلام (ميكي ماوس) و(توم وجيري) , وأن قُدِرَ على دبلجة أفلام (توم وجيري ) بحيث يستعاض عن صورة الفأر بفيل , فلا بأس رفعاً للحرج . وهل تدخل القنوات التي تبث أفلام (توم وجيري) و (ميكي ماوس)و(بنكي و براين ) في فتوى (لئام العشيرة) التي أجازت قتل أصحاب القنوات الفضائية (قضاءً) ؟ فظاهر النص يُدخلها في الفتوى , لأنها من المُضحِكات , و لأن فيها خللا عقدياً لا يخفى على مدقق منصف , طَهَّرَ قلبه من الرياء والسمعة والرآن .
أما حُكم الشيء الذي وقعت فيه فأرة , فإنه ينجس لأنه خبيث، وإنما يُطعَمُ لشيء لا يُحْلَبُ لبنه، ولا يؤكل في الحال كالبهائم والدواجن، والله أعلم، أما إذا شربت الدجاجة من الماء التي وقعت فيه فأرة فإنه يمسك عن تناول بيضها ثلاثة أسابيع بلياليهن .
ولسائل أن يسأل : إذا كان ذلك حكم الفأر الأصلي فهل يُلْحَقُ به الفأر الهجين الذي يستعمل في التجارب ؟ الجواب أنه ينظر إلى الأقرب إلى جنسه وصفته , فإن كان أقرب إلى الفأر لحق به و إلا فلا .
وهناك مسألة غاية في الدقة والنَّفَاسة وهي : إذا قام الهِرُ بابتلاع الفار , فهل ينجس ذلك الهر أم لا ؟وهل ينجس الماء الذي يشربه أم لا ؟ والجواب والله تعالى أعلم أنه ينجس إلا إذا اجتاز اختبار (مَعِدَةٌ بلا فئران) وهو اختبار علمي دقيق يكون بجهاز (صائد الفئران) وهو جهاز نفيس في بابه , ابتكره بعض طلبة العلم للمساهمة في مكافحة الفئران, وقد أجزناه شرعاً وأفتينا بأنه مطابق للمواصفات الإسلامية .
ولِعِظَمِ شأن الفأر في الإسلام كما بينه شيخي محمد المنجد , فقد أنشأت جمعية تحت عنوان (كفاية فئران ) لمطاردة الفئران في العالم الإسلامي , وتنبيه الناس على خطرها على الدين وأهله , وقد أفتينا مع جماهير من المشائخ وطلبة العلم بجواز صرف الزكاة لها لأنها دخلة في (وفي سبيل الله ) وقد بدأت أولى مناشطها بحملة (أيها الفأر من رآك ) حيث ستوزع الجمعية (مجاناً ) صمغ فئران , ومصائد جراذي, وأجهزة صائد الفئران ,وكتاب فضيلة الشيخ محمد المنجد (ميكي ماوس هُبل هذا الزمان ) وستقوم الجمعية بعون الله تعالى , بمشروع جريء وهو استنساخ مئة ألف قط شيرازي لنشرها في عملية نوعية سُمْيَتْ (لا عزاء للفئران ) .
كَـتَـبَـهُ من مُعْتَـكَـفِه :
شيخ المدونين , الأشعث الأغبر, شيخُ صامطه وما حولها الإمام : مساعد البقمي حفظه الله
في عشرين ليلة خلين من شهر الله سبتمبر , من عام ثمانية بعد الألف الثانية لميلاد المسيح عليه السلام والتي سميت (عام الفأر )

المُرقِعون الجُدُد..دفاعاً عن الشيخ اللحيدان

اللهم لك الحمد يا مرقع قلب كل مكلوم , و يا جابر عثرة كل مظلوم , ويا ناصر كل شيخ مهضوم ؛ زهد بالدنيا وزخرفها , ويَمَمَ على الآخرة بنعيمها وفضلها , فلم يسلم من سياط أعداء الله , ولا من وخزات أدعياء الشر والمجون .
فقد أطلعت على فتوى شيخنا صالح اللحيدان بشأن أصحاب القنوات الفضائية , والتي طارت بها قنوات العلمانيين والماتوريديين من أجل النيل من الدين وأهله , ومن السنة وأهلها , ومن الصفا والمروة وحارسها , حرسه الله بعينه التي لا تنام . فما أن سمعت الفتوى كاملة حتى بكيت في محراب معتكفي , حيث أدركت سوء طوية أولئك الصحفيين الذين تغاضوا عن حسنات الشيخ ومكارمه , ونقبوا عن عثراته ومثالبه , وكأنه أول من اغتصب (المُتيرات ) ونال (المليارات) فسبحان الله كيف طمس الله على فطرهم فأصبحوا يرون حسناً ما ليس بالحسنِ.
وهَبْ أنَّ (وخد بالك من حتة هب أن) ذلك التسجيل المزعوم هو للشيخ , فهل قال يقتلون بالسيف او الحراب أو نحوه من الأدوات الحادة أو المدببة ؟ هو قال يقتلون وسكت حفظه الله والقتل له عدة معاني لمن فتح الله قلبه لعلوم العربية , فقد يكون قتلا حسياً أو يكون قتلا معنوياً كالعشق مثلا وهذا الشاعر يقول :
ان العيون التي في طرفها حور .. قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به .. وهن اضعف خلق الله أنساناً
ويقول البحتري رحمه الله رحمة واسعة :
يا قتيلاً للحية السوداء آفة المرد في خروج اللحاء
آجر الله عاشقيك فقد مـ ـت، وعريت من ثياب البهاء
شاهدي في بيان موتك بيت قاله شاعر من الشعراء
ليس من مات فاستراح بميت إنما الميت ميت الأحياء
فهل قائلها يدعو للقتل ؟
ولعل الشيخ يقصد أن يسلط على أصحاب تلك القنوات العاهرة بعض النساء لقتلهم بداء العشق والوله فيكف شرهم عن المسلمين ويلتهون بأنفسهم والله تعالى أعلم .
والأمر نفسه عندما قال الشيخ (يقتلون قضاءً) أي - والله تعالى أعلم - أن يحالوا إلى القضاء الشرعي , فيحكم عليهم - من باب الأحكام البديلة - بأن تسلط على وليد البراهيم هيفاء وهبي مثلا لقتله بداء الوله والعشق , أما من بلغ من الكبر عتياً كصالح كامل فأصبح لا وطر له على النساء فيصرف له من بيت مال المسلمين ما يقيم به أود شيئه من فياغرا ونحوها , ثم يصرف له سميره توفيق (من باب مراعاة السن) لزوم الإغواء , وبذلك يصرف شرهم عن المسلمين ويكف أذاهم عن الإسلام وأهله ويصبح الفضاء ساحة مفتوحة للإخوة في قناة المجد الذي يعد الشيخ حفظه الله من كبار مساهميها.
وهذا والله من فقه الشيخ وسعة علمه , لذا قال بالقتل الخفيف لا القتل المغلظ وهذا التفريق من فرائد الشيخ العلمية التي لا يدركها إلا الراسخون في العلم ... ثم بكيتُ وقلت : نسأل الله أن نكون منهم . أقول قولي هذا مع أنه قد وسوس لي الشيطان أن أخرج من معتكفي عند سماعي لتلك الفتوى خوفاً أن تطبق بحرفيتها ويشن الأخوة هجوماً مباغتاً على تلك القنوات فيذهبون بالغنائم النسائية دوني , ومن المعلوم أن الإثار في هذه المسائل غير متصور من الناحية الفيزيائية البحتة , لكنني جاهدت الشيطان وأحسنت الظن بالشيخ , واتصلت بالشيخ سليمان الدويش آل تفله , وأكد لي بأن الجموع لازالت مرابطه ولم تأمر بالتحرك , مع تلميحه بأنه يود ذلك , لأنه وكما يبدو والله تعالى أعلم بأن هذا الشهر الفضيل قد عمل عمائله بهم فاستهاشوا وأهاشوا .
كتبه من معتكفه المتوثب للغنائم والسبايا : شيخ المدونين مساعد البقمي – جامع صامطه العام
ملاحظة : قصدنا اختصار الموضوع لانشغالنا بالعبادة في هذا الشهر الكريم وإلا الشيخ مقامه أكبر وميزانه أعظم من هذا , لكن لعل الله أن ييسر فنفصل فيما أجملنا فيه , ونسهب فيما اختصرناه

ذهب الفضائيون بالأجر

بعد الحَمْدَلَةِ والصَّلْعَمَةِ : فمنذُ أن مَنَّ الله علي بالهداية , وبدأت بالالتحاق بحِلَقِ تحفيظ القران في حلقة (علقمه بن مؤنس السنوسي ) وأنا أشعرُ بأن الله قد ادَّخرني لأمرٍ عظيم لو فطنت له ... وهيأ لي أمراً قويماً لأن أكون شيئاً مذكوراً في عوالم الصحوة المباركة . فبدأتُ بسلوك طريق الإنشاد بلا دف لِمَا حباني الله من صوتٍ رخيمٍ وحنجرةٍ زُمُردية وكانت بداية حفلاتي (التي أحييتها ) حفلُ تخرج الدفعة 234 من حفظة كتاب الله , وخُصِصَ لي فقرة كاملة للشدو بأنشودة (مؤامرة تدور على الشباب ) كلماتها للشيخ سلمان العوده حجر الزاوية ومن كلماتها :
مؤامرة تدور على الشباب *** ليعرض عن معانقة الحراب
مؤامرة تدور بكل بيت *** لتجعله ركاماً من تراب
مؤامرة مراميها عِظامٌ *** تدبرها شياطين القرابي
شيوعيون جذر من يهودي *** صليبيون في لوم الذئاب
تفرق شملهم إلا علينا *** فصرنا كالفريسة للكلاب
بلادي كُنتِ بستانا جميلا *** خمائله تطل من الروابي
جداوله ترقرق من لجين *** يلوح بياضه مثل السراب
فما أن بدأتُ بوصلتي الإنشادية , حتى علت حوقلات الإخوة , وعلا صياحهم وتململهم , من باب حسد الأقران ... فسبحان الله فقد اختلفت ذائقة الناس , فلم تعد تميز بين الغث والسمين , ولا بين العندليب والغراب , ولا حول ولا قوة إلا بالله . فجاءني (مُتَعَهِدْ) الحفل - وهو من الإخوة الفضلاء- وقال : أنهم ألغوا الفقرة لضيق الوقت, ثم قال : لا عليك أخي في الله مساعد (ولم أكن شيخاَ يوم ذاك ) أنهم تعودوا على طبقات صوتية معينة , وأنت لا تمتلك سوى طبقة صوتية واحدة , وهي عاجل بشرى المؤمن , حيث أن التأرجح بين الطبقات الصوتية في الإنشاد , قد يدخل في ( إدخال الطبقة على الطبقة ) ومن ثم يدخل في النهي عن (إدخال الطعام على الطعام ) كما في الحديث بارك الله فيك , كما أن الصمود على طبقة واحدة إنما يدل على الثبات على الحق , وأنت تعرف حفظك الله أن طبقة صوتك من النوع النادر الذي سبق علم الموسيقى , فهي طبقة لم تكتشف بعد , ثم أطرق وبكى بكاء مريراً وقال لعل الله يفضي لهذه الأمة (سُنْبَاطيَّـاً) يكتشف صوتك , ثم استدرك : مع أن هذا من التعدي بالدعاء . وبعد أن لم يكتب لي القبول في السماء ولا في الأرض في مجال الإنشاد بلا دف , ولجنا مسالك الرُقاة من أوسع أبوابه فاستأجرت استراحة , وبدأت أرقي الناس , وبحكم أننا في زمن (الخصخصة ) فقد رأيتُ أن أتخصص في الرقية من الأمراض النسائية(تخصص دقيق أمراض تناسلية ) , وكنت انتهج مسلك (الدَّعْك) في الرقية , وهي من المسالك المعروفة في الرقية , فأباشرُ العضو المصاب , وأبدأ بدعكه دعكاً دعكاً , ويحدد العضو المَرْقِي مدى (الحرص) و(الاستبسال) في الدعك , فهناك أعضاء من الجارية نمر عليها بالدعك مرور الكرام , بينما هناك أعضاءً (نبالغ) فيها بالدعك , مرضاة لله وطلباً لشفاء الجارية , بل إن هناك من الأعضاء ما ندعكه دعك من يبتغي الولد , حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً. وبعد أن اشتهرتْ نفثاتي المباركة , و دعكاتي الرومانسية , صَلُحَ حالي , واستقام أمري وبدأت أسمع مفردة (الشيخ) لأول مرة في حياتي , فتطور المشروع لبنة تلو أخرى , فبدأنا ببيع الماء الممزوج بسوعيبلاتنا المباركة , وكان من منتجاتنا (امرغه بثقه ) وهو عبارة عن (فازلين ) مرقي به , حتى أننا تعاقدنا مع وزارة الصحة للنفث على كافة الأدوية من باب (الأصالة والمعاصرة ), وقد وصلت خدماتنا إلى المنتجات الخاصة (جداً) لولا وجود بعض الصغار دون الثامنة عشرة في هذا المكان لعددناها , حيث اكتشفتُ أن الرقية فيها تؤتي أكلها في تلك المنتجات الخاصة (جداً) بشكل منقطع النظير . وبحمد الله التفتت إلينا النساء أخيراً, ونكحنا بأمر الله مثنى وثلاث ورباع حتى أننا وضعنا قائمة (المُنْتَظِرَاتُ بلهفة ) تُسَجَلُ فيها أسماء من يطلبنْ نكاحنا على سنة الله ورسوله , وكان لدينا مخطط توسعي كان يشمل في مرحلته الأول التعاقد مع أمانة المنطقة للنفث (أي السعبلة) في برج المياه المخذي للمنطقة بالمياه , بحيث يأتي رسمٌ لطالب الخدمة تحت مسمى (بدل رقية ) بحيث تمد ماسورة لكل بيت تنفجر ماءً مُسَعْبَلا لذةً للمُتَسَعْبلين , إلا أن وشاة الليبرالية حالوا دون ذلك فأجهض المشروع في مهده , ففكرنا بطرح المشروع للاكتتاب العام وادراجه ب(نِصَال) تعريب البورصه , بأسم (ذات نَفْثَه ... شركة سعودية مساهمة) إلا أن الأمر لم يستقم , فزاحمنا (كِنْق)السعابيل الشيخ سليمان الدويش فخطف الأضواء وجفف سعابيلنا في أفواهنا . فتوجهت بأمر الله إلى تأويل الأحلام واستخرجنا خط (700) نتلقى فيها فتاوى الحالمين فلاح لي الثراء , ودار (الإرش) في يدي كما يقول أخوتنا في أبخازيا , واشتهرتُ لدى النساء بمؤل الأحلام الوسيم , فكنتُ قِبْلَةً للتحرش منهن , والتعريض بطلب النكاح من خلال الرؤى والأحلام , فقد اتصلت عليَّ جارية ذات مساء , وقالت : إني رأيتُ بقرة حلوباً تُشَيشْ على جبل ابي قبيس فجاء نسرٌ عادٍ , ودار حولها أربع دورات كاملة , فرمت الشيشة وهربت لا تألوا على شيء , فجاءها صوت من بطن الوادي : يا لميس عليك بمهند , يا لميس عليك بمهند , ولا ندري ما لميس ولا مهند يومئذ. فقلت لها : أن تأويل رؤياك أنك تنكحين شيخاً وسيماً من مؤلي الأحلام , ومن الرقاة والمنشدين السابقين , وبحكم أن ذلك النسر قد دار على تلك البقرة أربع دورات , فذلك الشيخ يكون عمره في حدود الأربعين , وستنعمين معه بالراحة والدَّعه بأمر الله , وتعيشين معه حياة عاتكة بنت ولي الله أربيكان (تعريب لميس ) هذا تأويل رؤياك من قبل ومن بعد , فأطرقت حياءً , وأقفلت السماعة في وجهنا المبارك . إلا أن الشيخ الرومي دخل على خطنا وخطف الناس من حولنا فبارت تجارتنا وعدنا للعوز والحاجة وانفضت النساء من حولنا . عندها قررت أن ألج الإعلام في بدايات البث المباشر , وغزو الصحون اللاقطة لأسطحنا , لكن آليت أن أستشير مشائخي , فركبت إلى الشيخ عائض القرني في الجنوب , والتقيت به وعرضت عليه فكرة برنامج (الواطئون بشبق) وهو برنامج ثقافي ديني يتناول العلاقات الأسرية وقضايا الوطء كماً وكيفاً , يعرض على الفضائية اللبنانية للإرسال , فقال لي كلمته الشهيرة ( لا أسألكم عليه أجراً*) يا شيخ مساعد أعرض عن هذا وستبرأ لدينك ولعرضك , ثم ذهبتُ إلى الشيخ سلمان العوده , وعرضت عليه برنامجي العظيم , فطبطب على كتفي وقال :يا شيخ مساعد (دلوني على سوق المدينة *) أعيذك بالله يا شيخ مساعد , وأنت من أنت في جهادك وصبرك ومجالدتك لأعداء الله, أن تقبض ثمناً لنصحك , وأعطاني كتاب (حصوننا مهددة من داخلها ) فخرجتُ وتركت الفكرة , من باب من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه . وأنه ليحز بالنفس الآن أيما حززاني أن أرى زملائي المشائخ قد ذهبوا بالشاة والبعير , يُعْرَفُون ولا أُعْرَفْ , ويقبضون ولا أقبض , ويجالسون الحسناوات , ويسامرون علية القوم , فلم أجد بُدأ أن ألج باباً لم يلجوه , ومسلكاً لم يسلكوه , فوجدت مشيخة (التدوين ) شاغلة , لا شيخ فيها , فاستعنت بالله ولم أعجز , وقررت أن أكون شيخ المدونين فدشنت مدونتي الخاصة (الصفة ... مجالس الشيخ والشيخه ) بالمشاركة مع اختنا في الله حصه الهاجري , لعل الله أن يبعث لي ما بعثه لزملائي السابقين , الذين طاروا بالأرزاق , وخطفوا الأنظار , فبدَّلوا جوعهم شِبْعاً , وفقرهم غنى , وقُبْحهم حُسْناء أنه ولي ذلك والقادر عليه .

حكاه : شيخ المدونين الصابرين ومفتي صامطه ما جاورها الشيخ مساعد البقمي - صامطه
* محاضرة للشيخ عايض القرني ألقيت في التسعينات
*محاضرة للشيخ سلمان العوده القيت في التسعينات

حَمْلةُ (الواطئون بلا كُنْدُمْ) للدفاع عن الشيخ حبيب الأصقه

السؤال :
بسم الله الرحمن الرحيم
صاحب الفضيلة الشيخ الإمام الوالد مساعد البقمي مفتي صامطه وما حولها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنتشر في هذه الأيام , فلماً مُفَبْرَكاً مزعوماً لأحد القضاة , وهو يَنْكِحُ جارية اندونيسية (مُقْبِلاً بها ومُدْبِرْ) ويُسْمَعُ لَهُ أطيطٌ وشخير ومخير , وقد نفضها نفض الأديم بمخارجها الثلاث , نسأل الله السلامة والعافية .وقد نُسِبَ ذلك الشريط لأحد القضاة , وهو من طلبة العلم الخيرين والدعاة المخلصين الذين نحسبهم - والله حسيبهم ولا نزكي على الله أحداً - من خيرة القضاة وطلبة العلم في محافظة الرس, فهو إمامٌ وخطيبٌ لجامعٍ تجتمع فيه أفئدة المسلمين يوم الجمعة , وله خُطَبٌ طيبة في هذا الباب , كما أن له مواقف محمودة في مواجهة العلمانيين والحداثيين والليبراليين في محافظة الرس , ونَشَطَ في التحذير منهم والوقوف أمامهم في المحكمة , والحكم عليهم بأحكام قاسية تكافئ بدعهم و ظلالهم , لذا قام العلمانيون بنشر ذلك الفلم المُفَبْرَكْ والمركب عليه , انتقاماً من الشيخ وإيذاءً لطلبة العلم والعلماء , الذين نص أهل العلم على أن لحومهم قد تُسَببْ البلهارسيا كما أكَّد عليه علماء الإعجاز العلمي في هذا الزمان , بعد تحليل نُتْفَةً من لحم كتف سماحة الشيخ محمد النجيمي حفظه الله , وأمد الله بعمره , وزاده حُسْناً إلى حُسْنه وجمالاً إلى جماله .فما قولكم يا سماحة الشيخ بهذا الشريط ؟ وهل يجوز نشره ومشاهدته ورفع روابطه في المنتديات الليبرالية والعلمانية ؟حفظكم الله ورعاكم ,,,
الشيخ / سليمان الخراشي (متخصص ليبراليات)
الشيخ / محمد الهبدان ( أحمق معروف )
الملا / مرجان أحمد مرجان (ما غيره )
الحمدُ لله حَمْدَ من انتشر أيْرُهُ فوطىء واغْتَسَلْ , والحَمْدُ لله حَمْدَ من قوَّى باءته بالحبة السوداء والعسل , ولك الحمد ربي عَدَدَ ما وطء القضاة الأبرار وللسراويل فسخوا , و عَدَدَ ما نكح الدعاة المخلصون الصالحون من الجواري ورَقَلوا .
ثم ... أما ... بعد
فوالله الذي لا إله إلا هو , لقد ابتلّت لحيتي من البكاء الساخن , وأنا أشاهد ذلك الفلم المبارك , المنسوب لأحد طلبة العلم , من القضاة الصالحين المصلحين الخيرين , مستذكراً شناعة جُرْمَ معاشر العلمانيين , وتدليسهم وخبث طويتهم, فانظر يا رعاك المنان كيف أنهم أركضوا بخيلهم ورَجِلِهم لمجرد أنهم رأوا (فضيلته) يجلس - على فرض التسليم بصحة نسبته إليه - مع تلك الجارية ويلاطفها ويداعبها ولكن ... بلا شهوة , بدليل أن أيره لم ينتشر (أي لم يتصلب عضوه التناسلي ) وهو واضح لمن لم تطمس فطرته , وذلك كله لإدخالها الإسلام , ويشرح لها محاسنه , ويقوم برقيتها من مرض (الفالج) التي كانت تشكي له منه , ومع هذا كله جعلوه مثلباً , وقاموا بتركيب الصور المتلفزة عليه , ليخرجوا بفضيحة , هي أوهن عند الله من بيت العنكبوت , وينشرون حادثة الإفك بحق فضيلته , وهو غافل عنهم , منكب على كتب أهل العلم (يَجْهَدَهَا ) درساً , ولا يعلم بخطط وبروتوكلات بني ليبرل ..(على قاعدة : واحنا اصغيرين ما نعرفش حاقة !!!) وو الله لو لم أكن متخصصاً بقراءة لغة الشفايف (وهي لغة الإشارة المعتبرة شرعاً) واستطعت - بعد الاستعانة بالله - أن أُترجم حركة شفايف الشيخ حفظه الله , وعرفتُ ما قال الشيخ لتلك الجارية , وما قالت له , ما جزعت ولا حزنت , ولكن وبما أنني قد علمتُ , فلا يسعني شرعاً السكوت , والتزام الصمت , ولابد من الدفاع عن (فحولة القضاء) و(هزبره الهمام )و (تيسه الذي لا ينقضي على كثرة الوطء) . وبحكم أن ذلك الفلم لا صوت فيه , فقد أستعنتُ بالله ولم أعجز , وبدأت بتحليل حركة الشفايف , بناءً على نظرية الشيخ (سبط بن مقنزع )في تكنيك قراءة الشفايف فخرجت بالنتائج التالية :
في بداية الفلم دخل عليها الشيخ وألقى عليها السلام , وقال لها : كيف أنت أختي في الله أميمة ؟ ويبدو أن أسمها أميمة بن خُنيس .
ثم جلس على الأريكة مما يلي الجدار , وكان باب الخوان مفتوحاً فلا شبهة لخلوة , ثم قال : إني أحمد الله إليك الذي لا إله إلا هو , وقد استعنت بالله بعد الاستخارة , وقررت رقيتك من داء الفالج الذي ابتلاك الله به في مؤخرتك قالها ووجهه يتمعر حياءَ, ولكن قبل ذلك لابد أن أذكر لك شيئاً من محاسن هذا الدين , لعل الله أن يلطف بك ويهديك إليه , ثم حمد الله وتلا خطبة الحاجة , ثم تحدث برهة عن عيوب النكاح , وفصَّل في بيان الرتق والفتق وفرَّق بينهما , وعرَّج على أحكام النفاس ورأي العلماء في كثيره وقليله , والفرق بينه وبين الاستحاضه كماً وكيفا , وبعد ذلك قَرُبَ منها وبدء يرقيها بأمر الله على وجهها , وهو ما ظنه بعض ضعاف النفوس (شفشفة) والعياذ بالله , وكأني بلعابه الطاهر يقف محاججاً عنه يوم القيامة أمام سفهاء الليبراليين ومشاغبيهم , عليهم من الله ما يستحقون , وأنتهى بالرقية إلى مكان الفالج تحديداً (في المؤخرة) , لكنه يبدو أن فضيلته بالغ (حبتين) بالنفث في تلك المنطقة.
وأثناء القراءة يبدو أن تلك الجارية همت بالشيخ وشَاهَدْتُه – والله على ما أقول حسيب- يُشيح وجهه عنها ذات اليمين وذات الشمال , ثم شاهدتُ براطمه المباركة, تُهَمْهِمْ فترجمتُ تلك الهَمْهَمَاتْ , فإذا به يكلمها بلكنة أندونيسية معربة حين قال : (أنا ما فيه سوي كِدا كِدا ’ هذا هَرَام بعدين روه نار ) الترجمة : (معاذ الله رب العالمين أن أطك يا جارية , وأن أفض الخاتم إلا بحقه , إني أخاف الله رب العالمين . إليك عني إليك عني .) .
ثم قام واقفاً وقد أحمر وجهه من الغضب , وجلس على الكرسي المتحرك بجوار جهاز الحاسوب, فلحقته الجارية فقال لها : إليك عني يا أميمة , إليك عني يا أميمة .
عند هذا الحد , دخلت الحيل الشيطانية من قبل بني علمن , لا كثرهم الله , فقاموا بإدخال صورة الشيخ - حفظ الله إيره للإسلام والمسلمين - على صورة أخونا في الله برجس , فأصبح الجزء السفلي للأخ برجس , والجزء العلوي لصاحب الفضيلة الشيخ حبيب حفظه الله , وللمتفحص أن يدقق النظر - إذا ما أراد الحقيقة وأخلص النية لله وتوضأ - ويمعن الملاحظة ليجد أن ساق الرجل أكثر سواداً من وجهه ورقبته , فوجهه وضَّاء من خشية الله , يشع بهاءً ونوراً , وساقه أسود كالح السود , فسبحان من طمس الله على فطرته فلم يلحظ هذه المسألة الدقيقة والنكتة اللطيفة , وهذا يؤكد - والله تعالى أعلم وأحكم - بأنه قد حصل (إدغام بغنة ) على الصورة لحاجة في نفس حسين بن عاقور , فأسفلها لشخص وأعلاها لأخر والله تعالى أعلم .
وأما الملاحظة الأخرى على ذلك الفلم , فإننا نجد الشخص المزعوم أنه صاحب الفضيلة الشيخ حبيب بن عبد الله الأصقه , القاضي بمحكمة الرس العامة الدور الثاني مكتب (5), قد مارس الوطء بطريقة ليست من عداد الطرق السلفية في مواقعة المرأة , فنحن معاشر طلبة العلم , نعلم أن هناك هدياً سلفياً في إتيان النساء , وأن هناك أوضاعاً سلفية في الجماع , لا يدركها آحاد الناس , وهي ثلاث أوضاع فصَّلها أخونا في الله فضيلة الشيخ أبا زقم في كتابة ( زيدوني وطأَ زيدوني) :
الأولى : أن تستلقي المرأة على ظهرها على حصير ونحوه , ويأتيها الرجل بعد أن يرفع أرجلها على كتفيه , وتكون الرجل اليمنى باتجاه القبلة , ويضع يديه على رقبتها , بحيث تكون الإبهام من الجهة التي تلي (يلملم ) ووجهه جهة (حضرموت) وتسمى هذه الوضعية (نفض الأديم) ويسميها المتأخرون من الفقهاء ( رَقْلٌ بلا هوية) والرَقْلُ هو الهز بقوة يقال : رقل حبيب الأصقه الجارية إذ هزها ونفضها بقوة .
الثانية : أن يضع المرأة على جنبها الأيمن , مستقبلة القبلة مستدبرة بيت المقدس , ويضع رجلها حول رقبته , وتسمى هذه الوضعية (فحيح اللحى) لأن اللحية في هذه الوضعية تصدر فحيحاً من احتكاكها بجسد الجارية , ويسميها متأخري الحنابلة (حافة الهاوية) لقربة من هاوية الدبر المحرم شرعاً , أما المحدثين فيسمونها (المُطَيّزُون للايدز).
الثالثة : وتسمى (انبثاق العُسيلة) لسرعة الإنزال في هذه الوضعية , وصورتها أن تعتلي الجارية الرجل , ويرفع الرجل ركبتيه مع سبابته اليمنى مع كل حركة من المرأة , ويسمى متأخري المحققين هذه الوضعية (صمت الحملان) ويسميها أهل حمير (قضاة لا زناة ) انتهى.
أما الدليل الماحق الساحق فهو ذلك السروال المنسوب لفضيلته !!! فيا عجبا من عقول طمس الرآن عليها , فلم ترى أن ذلك السروال قد أسبل بنحو بوصة عن الكعب , فهل يعقل نسبت ذلك السروال المسبل للشيخ ؟ وهو يتصور من شيخ جليل أن يلبس سروالا أسفل الكعبين , سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم .
حتى وأن صح نسبة ذلك السروال لفضيلته على إسباله , فيكفيه فخراً أن الشيخ -حفظ الله أيره للأيامى - حصل على ذهبية سباق (فسخ السراويل) وسجل ثانيتين وبضع وعشرين جزءً من الثانية , وهو رقم قياسي في مسابقة فسخ السراويل (فئة سراويل السنة ) بعد أن كان الرقم السابق مسجل بأسم رجل من بلاد البلغار (بلغاريا) وهناك من أتصل بمكتب الشيخ , طالباً منه المشاركة في أولمبياد بكين القادمة, في مسابقة (أسرعكم فسخاً) وأعتذر فضيلته , لأنه لا يريد أن يعطي تلك الألعاب الأولمبية شرعية , ولا سيما وفيها من المنكرات ما لا يحصيه الملائكة البررة .
وإني أسأل كل من في قلبه مثقال خردل من تقى وقد شاهد ذلك الفلم : هل رأيت شفايف الشيخ تنطق بدعاء الوطأ (اللهمَ جنبنا الشيطان وجنب الشيطان مارزقتنا) ؟ إذاً كيف تصدق يا رعاك الله أن يكون هو الناكح دون أن يلتزم بالسنة وهل يتصور هذا من شيخ بحجم الشيخ حبيب الأصقه القاضي بالمحكمة العامة بالرس الدور الثاني مكتب (5) ؟.
وهب أن شيء مما حصل بالفلم صحيح , فلما لا نلتمس للشيخ المخارج ونحسن الظن به , فهناك رواية لا بأس بها قال بها الشيخ سليمان الدويش حفظه الله , وهو من هو في رجاحة العقل , وسعة الأفق , والذهانة , حتى أنه أسر لي قبل أيام , أن هناك مفاوضات متقدمة يجريها فريق من (ناسا ) معه , لاستقطابه لفرط ذكائه , وقال لي مستبشراً إن أحدهم قال : يا أبا مالك إن لك مُخيخاً لو وزع على عشرٍ من البهائم لو سعهم , طوبى لك سائر هذا اليوم .
يرى أبا مالك أن الشيخ لعله أراد أن يعلم تلك الجارية شيئاً مما وعد الله به الصالحين والصالحات في الجنة , من الحور العين والولدان المخلدون , فلم يجد إلا أن يعطيها درساً عملياً (يرسخ) في ذاكرتها فلا يضيع أبداً , ففضيلته اجتهد وعمله دائر بين الأجر والأجرين , والله تعالى أعلم , قلت : وهذا رأي لا بأس به , وله وجاهته , وحضه من النظر.
ومن الشبه التي قال بها بعض من تحدثوا عن الفلم بلا علم , أن الشيخ لم يغتسل وخرج إلى محكمته دون أن يمس الماء !!!! قلت وهذا دليل على تدليسكم وكذبك فهذا يؤكد أنه لم يحصل وطأ , ولم يلتقي الختان بالختان , وإلا فإنه لا يسع الشيخ أن يخرج دون أن يغتسل إذا مس الختان الختان لأنه موجب للغسل كما في حديث سمرة بن جندب عن أبيه عن جده .
وأما عن ما عده الحاقدون تهديداً لتلك الجارية في آخر الفلم , فلم يكن سوى بيان الحكم الشرعي للردة , فقد بين لها فضيلته أنها إذا أسلمت وحسن إسلامها ثم ارتدت على عقبيها , فإن حدَّها في الإسلام أن تدق عنها , وأشار رحمه الله إلى عنقه , فهل ينتظر أولئك العلمانيين أن يكتم العلم ولا يبين حدود الله ؟ومما يبين ورع الشيخ وصدق دينه وديانته , أنه في (الثلث الأخير) من الفلم , وعندما أراد الخروج وكانت الجارية تتمسك به ليدعو لها بالمغفرة بعد أن تحرشت به , كان يطالع ساعته , ولسان حاله يقول (تطالع الساعة ... وش فيك مستعجل ) فقال لها : إن لدي جلسات في المحكمة فقد اجتمع الخصوم في مكتبي, ثم بكى وهو يعبث بخصيتيه المباركتين وقال : ( إلى ديَّان يوم الدين نمضي ... وعند الله تجتمع الخصوم) .
أما بخصوص جواز نشر ذلك الفلم , ومشاهدته , فإننا نرى جواز نشره بنية تعرية الليبراليين وفضح أفكهم وكذبهم على طلبة العلم والعلماء والنيل من أعراضهم , ومن أجل رفعة مكانة الشيخ حفظه الله , وشدة ابتلاءه في سبيل الله , وصبره في مجالدة المبتدعة , ولتكون أمثولة للدعاة ودرساً في الاحتساب والصبر على دين الله فقد كان من قبلنا من الدعاة يُنشر بالمناشير ويدق عنقه بالبراغي والمسامير , ويضل (شامخاً!!!) بعون الله , وأحرص أخي في الله أن تكون رؤية الفلم بلا شهوة , مع الحوقلة بين كل خمس وثلاثين ثانية , و لعن رؤوس الظلال (اللهم العن بن بخيت , اللهم اللعن تركي الحمد , وهكذا إلى آخره ) .
وهذا لا يمنع من مؤازرة الشيخ والاتصال عليه , ونشره هاتفه المتحرك الثابت , والاتصال على رئيسه , والتشديد عليه بالوقوف معه ضد سهام المغرضين , ولابأس بالتندر معه لإزالة ما أصابه من غم و كدر, بسبب ذلك الفلم المفبرك , ويكون ذلك بالمهاتفة وملاطفته برسالة قصيرة نحو : (قاتلك الله ما أنكحك ) على وزن ما أروعك ...
وأعلم رحمك الله أن الوقعية بالعلماء أحد أسباب انقطاع المطر وشدة الحر وانتشار الغبار , وإذا ما رأيت مشهداً أو صورة فيها شيخ أو لحية في موضع دعارة , فاتهم عينيك فهي من تلبيس أبليس وألح على الله بالدعاء أن يثبتك ولا يزيغ عقلك .
أقول ما تقرأون واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب , فاستغفروه يغفر لك , أنه هو الغفور الرحيم .
نصَّ عليه فضيلة الشيخ العلامة : مساعد البقمي – صامطه في ثلاثين ليلة خلت من شهر الله يوليو من العام الثامن بعد الألف الثانية من ميلاد المسيح عليه السلام .

غَزْوَةُ اليمامة...

الحمد لله الذي نَصَرَ عبده وأعزَّ جنده وهزم الليبراليين في اليمامة وحده، وصلى الله على نبي الحسبة والجهاد ورضي الله عن حفدة الصحابة الذين مزقوا أجساد الفسقة والعلمانيين بحِراب الحسبة والجهاد.
فقد سألني أحد ألإخوة في الله عن أخبار غزوة اليمامة، وهل كتب الله لي شرف المشاركة فيها، فآليت السكوت خشية الرياء، ولما رأيته يلح في سؤاله، لم أجد بداً من البوح بشيء مما فتح الله به علينا وذكر من رزق الشهادة ومن أسر ومن جرح من المجاهدين.
فقد اجتمع أمراء الجهاد قبل الغزوة بليلة في دار أوس بن الأرقم (الاسم الحركي للشيخ سليمان الدويش) وحضر الشيخ محمد الفراج وأبا لجين إبراهيم الشهري، فافتتح الشيخ محمد الجلسة بذكر شيء من فضائل الجهاد وسننه وأحكامه، ثم رفع أبا مالك سليمان الدويش يده وهو يصيح: (من يبايعني على الموت) فبايعناه، فسميت (بيعة اليمامة). ثم قال الشيخ سليمان حفظه الله: والله لقد أتيتهم بالذبح بين يدي اليمامة.
وبعد أن تمت البيعة انطلقنا واغتسلنا بماء وسدر، ولبسنا أكفاننا وحنوطنا، وودعنا أهلينا وولداننا، وأدينا ما علينا من أمانات وصدقات، وصلينا العشاء جماعةً أمّنا فيها الشيخ محمد وقنت ودعا لنا بالنصر والتمكين، ثم اجتمعت السرايا بالأجمسة (جمع جُمس) والجيوب والهايلكسات (جمع هايلكس) وتعانق المجاهدون وهم يرددون: (الموعد الجنة في أحضان الحور العين إن شاء الله).. وسالت الدموع، وعلت الشهقات، وصاح صائح لا يدرى ما هو:
خندقي قبري وقبري خندقي وزنـادي صـامتٌ لم ينطقِ فـمتى يـنطق رشاشي متـى لـهباً يصـبغ وجه الشـفقِ ومتـى أخلـعُ قيـداً هدّنـي وثيـاباً نسجـت مـن قـلقِ
ثم انطلقنا تظللنا سحائب الرحمة والمغفرة والرضوان، حتى أن إشارات المرور كلها مضيئة باللون الأخضر، وكأنها تمهد الطريق لجحافل الحق وعصبة الحسبة، أما الرادار فقد أعماه الله عنا حتى وصلنا إلى مفرق بن أم جدعان.. فاجتمعت الفيالق، ووقف الشيخ محمد بهم خطيباً وقال: ضحوا تقبل الله ضحايكم فإني مضح بمعجب الزهراني، . فإنه زعم أن الحداثة لا ريب فيها وأن العلمانية هي الحل، ما ينقم منا بنو (علمن)، إنْ هي إلا إحدى الحسنيين إما النصر وإما الشهادة. ثم عقد الشيخ لواء الميمنة لأوس بن الأرقم (سليمان الدويش) وعقد الميسرة للمغيرة بن المقوقس (الاسم الفني لمحمد الهبدان) وأمَّر على رماة النبل ربعي بن سَحْـلَـة السنوسي (الاسم الجهادي للشيخ أبا لجين الدوسري) ثم صرخ الشيخ محمد بالقوم: يا خيل الله اركبي، فانتفض القوم وهم يكبرون وامتطوا دوابهم وانطلقوا قبالة ميدان المعركة في كلية اليمامة.
وما أن تجاوزنا الكُبري المقابل لكلية اليمامة حتى هبت علينا نسائم باردة ما رأينا مثلها، معبوقة بدهن العود المعتق، حتى تلاعبت بلحانا، فمنّا آخذ بمشطه يمشطها، ومنا ممسك بها بيده يخللها، وعلا الهرش والحك والدعك، ورأينا ملائكة بيض تظللنا، وجيش عرمرم من طيور الخرنفع (طائر معروف) يحوم حولنا، وفي مناقيرها مناشير تسقط علينا فتاوى للشيخ صالح الفوزان عن (فضل الاحتساب).. وسمعنا صوتاً يأتي قبالة وادي لبن يقول: (ربح البيع أبا لجين).. فاقتحمنا مقرّ المسرحية من أعلاها ومن أسفلها، وأصدرنا أوامرنا أن يبقى رماة النبل في مواقعهم حتى يؤذن لهم، إلا أنهم هداهم الله استعجلوا لما رأوا فتح الله علينا، فنزلوا إلى الميدان وحصل هرجٌ وما تيسر من المرج، وعلت صيحات الشباب الغيور على دين الله: هل من جواري؟ هل من سبايا؟ وتوجهوا قبالة خدر النساء يريدون السبي لكن لم يكتب لهم منه شيء.
وقد روى لي الشيخ سليمان الدويش حفظه الله، أن أحد غلمان العلمانيين شج رأسه بالمكيروفون فأغمي عليه، ورأى في غيبوبته حورية كأنها (كميرون دياز) وقد لبست أجمل حلتها وزينتها فقال لها: ما خطبك يا جارية؟ فقالت: أنا حوريتك في الجنة بعد أن تستشهد في هذه المعركة، ثم غمزت له وقالت: ( يخزي العين شو حلو، شو مرتب) فقام الشيخ وكأنه جحش هائج وصاح قائلا: ليس بيني وبين تلك الحورية إلا أن يقتلني هؤلاء! بخٍ بخ! حتى شج ثانية بكرسي على رأسه، فسال الدم على لحيته حتى امتزجت سعبولته بدمه، وقال: فزت ورب الكعبة، قالها ثلاثاً.

أما أبا لجين فتترس خلف مقعد، واخذ يزبد ويرعد من وراء جُدُر، فرآه الشيخ محمد فصرخ به: ما بالك تتولى يوم الزحف يا أبا لجين؟ فأخرج رأسه من تحت أحد الكراسي وقال: ما أنا إلا من مجاهدي النت، لا أقوى على عِراك الوغى ومقارعة الحِراب، فإليك عني يا شيخ، ثم بكى حتى ابتلت لحيته عفا الله عنه.
أما الفيء، فقد أفاء الله علينا بغنائم كثيرة من ميكروفونات وسماعات وفُرُش نقلتها (هايلوكسات الصحوة) نحو بعض المراكز الصيفية والمخيمات فكان فيها خير كثير, طبعاً بعد أن أُسلمت تلك الأجهزة حيث قمنا بتلاوة الآذن من خلال تلك الأجهزة حتى تطهر ما بث فيها من غناء وفُحش , أما الفُرُش فقد قام الشيخ / سليمان الدويش بالتمرغ عليها كما تتمرغ الدابة من أجل تطهيرها من دنس الفسق والمنكر قياساً على دباغ جلد الميتة .
ثم أسر من أسر من المجاهدين وشُج من شُج، وعادت الجحافل غانمةَ بفضل الله، وقد أخذ على بعض المجاهدين التعهدات وخرجوا من الأسر معززين مكرمين، وقد شُكلت لجنةٌ لمناصحتهم من المشائخ الفضلاء رأسها الشيخ/ محمد النجيمي، وأوصت بتزويجهم وصرف (جُعلٍ مبارك) لهم، وقد أمٌّنت لهم وظائف، ورد الله كيد (بني علمن) في نحورهم، نسأل الله أن يبقي لنا مجاهدينا، ويمد في غزواتنا، ويبقي لنا مشائخنا.

مَرَارَةُ فضيلته

ذهبتُ صبيحة هذا اليوم لعيادة شيخنا , وإمامنا ومنقذنا من النار (رُكن) الحُمق في هذا الزمان ونهاية إقدام البغِال بغالُ॥ فرأيت عجباً عُجاباً ارتجف له فؤادي وحرّك ( الرَانْ) الجاثم على قلبي । فقد جلستُ مع الطبيب الذي أجرى له العملية - وكان هندوسياً قبل إجرائها مُسلماً بعد إفاقة الشيخ من البنج - يقول الطبيب عن قصة إسلامه :لما أدخلنا الشيخ غرفة العمليات , أخذ الشيخ يلاطفنا ويداعبنا , ويسألنا عن النساء في الهند , وعن أسعار زواج ( تأليفيار) وهو زواج يعقده الداعية إلى الله , بقصد تأليف المرأة بالإسلام , من خلال المعاشرة الجنسية , فما أن وخزناه إبرة البنج , حتى حوقل , وأخذ يدعوني إلى الإسلام , ويبين مزاياه بلغة أوردية فصيحة ( لَكْنَة شمال الهند) وبعبارات فلسفية , إفحامية عميقة , وحجج لا يمكن لعاقل أن يتجاهلها , و أذكر أن من أقوى ما قال فضيلته , ولازالت راسخة في ذاكرتي قوله : ( شوف دكتور أبو كعب ... إسلام دين مية مية ...بعدين فيه موت رووووخ على طول جنة ... فيه حُرمة سوا سوا سميرة توفيق ) । ثم بدء البنج في السريان في جسده المبارك , فأخذ يهذي هذيان ليس كالهذيان ؛ فخطب عن تقرير (راند) , ثم عرّج على عملاء السفارات , وأطنب في سبهم , وهجائهم , وأخذته الغيبوبة وهو يردد : خذو عني خذو عني , أحذركم من رواد سفارة موزمبيق أحذركم من رواد سفارة بوركينا فاسو , ثم أختلط عليه وقال : أحذركم من (السفارة بالعمارة ) ومن القصيبي ومدني , ثم ذهب في سبات عميق , وشخير متناغم , قلب لنا غرفة العمليات إلى ( جوقة مزامير) تعريب (أوركسترا) ।قلتُ : وهذا من عاجل بشرى المؤمن حيث أن النوم , وما في حكمه من تبنيج ونحوه , إنما هو الميتة الصغرى , فهذا شيخنا قد نام وهو يبتسم , ويدعو إلى الله , فهذه علامة على حسن الخاتمة , نسأل الله لنا ولكم حسن الختام । يقول الدكتور: فما أن بدأنا بإجراء العملية حتى حصل للشيخ حفظه الله نزيفٌ في السعابيل لم نعمل له حساباَ حيث لم يعمل المختصون تحاليل اختبار نسبة السعابيل وفي الغدة الدرقية فاضطررنا إلى بتر ( عرق السعابيل) فتوقف فضيلته عن السَعْبَلة , وواصلنا إجراء العملية ।وما أن شققنا عن كرشه المتناهي في العِظَم , حتى تبين لنا جسم عظيم متورم , فبكى أحد الممرضين الملتزمين وقال : إنها مرارة الشيخ انتفخت غيرةً لدين الله ॥ فقع مرارته العلمانيون॥ فقع مرارته الليبراليون ... وما زال يكررها حتى شهق شهقة فمات رحمه الله , فسمي شهيد المرارة । فما أن هممنا باستئصالها حتى رأينا عرقا قد نزل مما يلي الدماغ إلى الحالب , فتعجبتُ , فلم يمر عليّ حالة كهذه مذ ولجت الطب , فاستشرت أحد الجراحين المخضرمين, فقال إنه ( عِـرق التنقيط) وهو عرق يُصرِّف الزائد من المخ إلى خارج الجسم , ولا يكون إلا عند العباقرة الذين تزيد معدلات ذكائهم , عن المعدلات المتعارف عليها , فيُصرِّف ذلك العرق ما يفيض من المخ , حتى لا يُصاب الإنسان بالجنون , وهذه الحالة لا تحصل إلا مرة كل ثلاثمائة مليون حالة , وآخر حالة عالمية سجلت لدى॥ الورَّاق( تعريب إنشتاين) فسبحان الله العظيم । فبدأنا باستئصال مرارة فضيلته بعد أن تؤضأنا , ثم وضعناها على صفيح , فدخل علينا كائن غريب أبيض له جناحان وقال : أين مرارة الشيخ ؟ ففزعنا فقال : لا تفزعوا إنما أنا (مَلَك المرارة) بُعثتُ لأسترد مرارة الشيخ , فناولناها له , فأخذها وغمسها في إناء ذهبي مليء بماء الورد , وغسلها ثم قال: قولوا لإبي مالك ستكون هذه شافعة لك يوم القيامة , وأخذها وانطلق إلى حيث لا ندري . ثم يمضي الدكتور الشيخ نور الحق (مسلم جديد) في سرد المعجزة فيقول : فلما أفاق الشيخ قال ما صنع الليبراليون بعدي ؟ قلنا : خنسوا وأيم الله , ما كان لهم أن ينبسوا ببنت شفة وهم يجدوا رائحتك الزكية .فلما أخبرناه القصة أطرق حياءً وقال لا تخبروا بها أحداً حتى لا أصاب بالعُجب , والرياء.ثم تحسس سعابيله فلم يجد لها أثراً فصاح: وا رقيتاه ... إني لا أجد سعبولتي , ردو عليّ سعبولتي , فلم ذكرنا له ما حصل صاح في وجهي وقال : ياعدو الله والملة أقطعت مصدر رزقي؟ عليك لعنة الله والملائكة والناس أجمعين, فتدخل أحد المشائخ من الأطباء الخيرين وقال له : كان لابد من استئصال ذلك المجرى لأننا خشينا عليك من الغرق في سعابيلك أثناء العملية , فتموتُ, فيسخر منك بنو ليبرل ويسمونك شهيد السعابيل , وليست جيدة في حقك بعد هذا الجهاد , والمشاركة في الغزوات المتعددة , أن يقال في سيرتك بعد ذكر كل تلك الأمجاد : ( ثم غرق في سعابيله رحمه الله ) لذا قررنا قطع ذلك العرق مثل ما يقول المثل ( اقطع عرق وسّيح سعبولة) , ولكن لا تقلق سنضع لك مضخة اصطناعية تعمل بالكهرباء وطاقتها الإنتاجية من السعابيل تفوق بأضعاف الطاقة الطبيعية , كما أنه يمكن لك أن تتخير نكهات متعددة مثل سعبولة بالكرز , أو سعبولة بحب القرنفل , أو سعبولة بالزنجبيل , وهكذا فهدأت أسارير الشيخ . ولا زالت قُطْعان الإخوة يتوافدون على الشيخ , زفراتٍ ووحدانا , وهناك أنباء عن أن أحد المخرجين في بلاد الله ( هوليوود) سيخرج فلماً سينمائياً عن ( المرارة المُعْجِزة) وهناك أنباء غير مؤكدة عن اختيار توم كروز لتجسيد شخصية ابو مالك حفظه الله , وستقوم بدور البطولة أمامه ( كميرون دياز) بعد تحوير أسمها إلى (بريرة بن مُسطِّـح الخثعمية ) وسيبث حصرياً ع قناة الهاشمي . متابعة موفقة إنشاء الله وأبقى الله لنا أبا مالك (مرارةً ) في حلوق الليبراليين والتغريبيين و الراندانيين ॥ تقرير من أرض الحدث : الشيخ مساعد البقمي (مستشفى قوى الأمن بالرياض قسم الجراحة غرفة قم 556 الدور الخامس )
كتب هذا الدرس على خلفية العملية الجراحية التي أجراها بن دويش (لقطع ) مرارته

سليمان احمد الدويش ... طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الحمق منزلاً



اللهم لك الحمد عدد ما نكح بن دويش من الجواري وطلَّق , ولك الحمد ربي عدد ما عَضَلَ بن دويش من النساء وعلق , ولك الحمد عدد ما علا نجمه في الحمق وفي سمائه تألق .
ثم أما بعد :
فلقد كان لي الشرف بأن رافقت شيخنا أبا مالك سليمان بن أحمد الدويش في إحدى غارات الحسبة في معرض الرياض الدولي للكتاب مع لفيف من زملاء الحسبة والجهاد , وقد أحسستُ بعبق ريح ( اليمامة) دون مبنى الخطوط السعودية , وذكرتني تلك الغارة المباركة بمعركة اليمامة التي كان لنا قَدَمُ سبق فيها .فما أن ولجنا بوابة المعرض من الباب الذي يقال له باب حضرموت, حتى بدأت فرائص أعداء الله ترتعد فقد نُصر الشيخ بالرعب مسيرة شَهْرَين , فكأني أرى الشيخ يمخر عباب المعرض وفلول بني علمن تتطاير أمامه , ويفرون من مواجهته كما يفر السنور من الهزبر , حتى وأن تعللوا بهروبهم منه لقبح فيه , ونتن في رائحته , ودمامة في وجهه , أو سوء خَلْقه وخلقه , فوجهه عند الصالحين خير من وجه وائل مرقدي , ورائحته _ و ايم الله _ خير من رائحة نانسي عجرم , ولكنهم لا يعلمون .وانكب الشباب على الشيخ , فما منا إلا وأخذٌ ببشته , وأخذٌ بسعبولته يلعقها حتى جفت سعابيل الشيخ - ونادراً ما تجف- فانفجر ينبوع من سعابيل أسفل فكه الأسفل , ارتوى منه ما لا نحصي من الأخوة فسمي ذلك اليوم بيوم (السعبولة العالمي) حتى نظم فيه شيخنا عيضة القرناوي (اسم الدلع للشيخ عايض القرني ) قصيدة بعنوان : وما يوم السعبولة بسر .وتوجهنا مع شيخنا تحفنا الملائكة إلى ( كُوة البصم ) تعريب ( ركن التوقيع ) وذلك بغية التوقيع على كتابه ( أحكام الوطء رؤية عقدية ) .
فتحلق حوله ما لا نحصي من شباب الأمة , فاصطف الرجال في الأمام ووقفت النساء في الخلف كأنهن غربان لا يعرفن من السواد .فلم يقاوم الشيخ - كعادته في مثل هذه المواقف - رغبته المترسخة في الوعظ , ومخاطبة الجماهير فقام يتكأ على درة كان يحملها بيمينه وقال :يا قوم إني أحمد الله الذي لا إله إلا هو أن جمعنا مرة أخرى في يوم من أيام الله , وفي غارة من الغارات المباركة , وغزوة يبتلي الله فيها الصابرين المحتسبين , ويذل فيها الزنادقة الملحدين , ثم رفع الدرة وقال : و ايم الله لقد جئتهم بالذبح بين يدي الساعة وليس لدينا معاشر المحتسبة إلا هذه وأخذ يلوح بالدرة وسط تكبير الرجال وتصفيق النساءثم قال : يا معاشر المحتسبين ممن شهد اليمامة لعل الله اطلع على أهل اليمامة وقال اصنعوا ما شئتم فقد غفرت لكم .فصاح صائح : حدثنا يا شيخ عن يوم المحكمة وكراماته فقال الشيخ : لقد سألت عن أمر عظيم يا غلام ثم أطرق إطراقة العصفور بللّه الحمقُ وقال :لقد خلط بعض علمانيو زماننا ما حصل بالمحكمة لتحقيق مآربهم الفاسدة والإيغار في الانتقام من فتية الحق وقناديل الضحى ولمبات الدجى وصوروا الأحكام القضائية على أنها تعزيرية لأولئك الشباب على مشاركتهم في تلك الغزوة المباركة التي كان لنا الشرف في المشاركة فيها حتى أصابتني بضع وسبعون شجةً ما بين ضربة بكرسي و لسعة بسوط نسأل الله أن
يتقبلها وأن يبلغنا منازل الشهداء والحق الذي أود بيانه هو أن تلك الأحكام إنما كانت تأديبية بحق من تولوا يوم الزحف , من الشباب الذين زاغت بهم أهوائهم فزين لهم الشيطان الهروب والتولي أمام العدو وفي حق من خالفوا أوامر قواد الجند من الرماة الذين تركوا مواقعهم ونزلوا لجمع الغنائم والبحث عن السبايا ومنهم فضلاء نحسبهم والله حسيبهم ولا نزكي على الله أحداً , كأخينا أبا لجين إبراهيم غفر الله له وتجاوز عنه , أما من مَنّ الله عليه بالثبات ومجالدة العصاة فقد أنزلوا المنزلة التي يستحقونها وهي عاجل بشرى المؤمن .
ونعيذ بالله مشائخنا وقضاتنا أن يحكموا على المجاهدين المحتسبين فإنما نصب القضاة من أجل المارقين عن حياض الدين من بني علمان وخير شاهد ما يذكره الجميع من الحكم على رأس العلمنة في هذا الزمان حمزة المزيني عندما حكم عليه أسد من أسود القضاء بالجلد والسجن ذلك الحكم الذي أقر أعين الصالحين وأثلج صدورهم .وكيف يتصور شرعاً أن يحاسب المحتسب وقد نص غير واحد من أهل العلم على أن المحتسب لا يحاسب ولا يضمن ما أتلف ويكون الضمان من بيت مال المسلمين كما هو منصوص عليه في كتب حنابلتنا رحم الله الأموات منهم وأطال أعمار الأحياء .وإن سألت عن يوم تكريم المجاهدين في المحكمة فقد سألت عن أمر جلل ؛ فقد تدفقت جحافل المجاهدين من كافة الأمصار مما كان له فضل المشاركة في غزوة اليمامة وآخرين من المخلفين واجتمعوا في المحكمة الجزئية واصطف الناس للسلام عليهم , فإذا بالوجوه مشرقة كالشمس ورائحة المسك تعبق بالمكان من دماء جراحهم , حتى أن بعض الحاضرين أخذ يجمع الدماء التي تتقاطر منهم في تولات ( جمع تولة وهي الإناء الذي يوضع فيه دهن العود لدعك اللحية وما شابهها ) وإعدادها للبيع تحت منتج ( عبق الجهاد) يكون ريعه لدعم تدريب وإعداد فيالق الحسبة. وقد اكتشف بعض الأخوة المتخصصين في الفيزياء النووية وأحد أقطاب لجنة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة أن دماء مجاهدي اليمامة التي خضعت للفحص والتحليل , اكتشف فيها بضع وثمانون فيتاميناً , وقد ثبت علمياً لدى اللجنة فاعلية دماء المجاهدين في الشفاء من داء الفالج وقدرته في القضاء على العجز الجنسي إذا ما دهن ( الشيء) ببضع قطرات يقمن صلبه .
والعجب العجاب فاعليته في الدعوة إلى الله حيث رأيت بأم عيني أحد الفلبينيين الذين لا يجيدون العربية ما أن شم رائحة ذلك الدم الذي كان يثعب من جراحات بعض المجاهدين حتى نطق بلغة عربية رصينة وبلهجة نجدية الشهادتين , فله رائحة دعوية نفاثة لو شمها عبد الله بن بخيت لأصبح مؤذناً , وما ذلك على الله بعزيز.ولا أنسى بضع دمعات تدحرجن على وجنة القاضي وهو يسمع أخبار وكرامات المجاهدين في واقعة اليمامة حتى صاح بصوت يحشرجه البكاء : ( لا يضر بن دويش ما صنع بعد اليوم ) ثم أطرق إطراقة وعلا نحيبه ونشيجه حتى ابتلت لحيته و خفنا عليه ثم رفع رأسه وقال : ( ماذا غنمتم ؟ ) فأجابه مسئول الخراج أبا طلحة الحمصي الصنعاني : لقد أفأ الله علينا بفيء عظيم وغنائم كبيرة , وإن حبس الله عنا السبايا بما كسبت أيدينا ولعلها عقوبة لتولي أخواننا يوم الزحف فقال القاضي وهو يخلل لحيته :
( اقسموا لي معك بسهم ) ثم ارتجل :
أحب اليمـاميين ولسـت منهم === لعــــــلي أن أنال بهم شفاعـــة
فحــب اليمــاميين خيـــــر زاد === كحب الوطء في زمن المجاعة
ولكـــن لو افـــا الله لنا بأنثــى === تقـوينا على نهـج الجمـــــــاعة
وأردف الشيخ وقد علته غمامة من الخجل السلفي المصطنع على قاعدة (إذا لم تخجلوا فتخاجلوا ) وقال :ثم صاح شخص من وسط الحاضرين لا يدرى ما هو وقال : أشهد الله أنني أنكحتك يا شيخ سليمان أبنتي ذات الأربعة عشر ربيعاً ؛ نكاح مسيار على أن تقرأها شيئاً من القرآن , فقالت : يا أخي في الله إن في ذمتي أربع من الجواري فلا طاقة لي بجاريتك فإليك عني فقال القاضي : لعلك تطلق آخرهن طلقة وتتشبب بتلك الفتاة حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا , وإن أصررت فلعل الله يبدلها خيراً منك من القضاة الفضلاء نسأل الله أن نكون منهم , فقالت أشهدكم أني طلقت زوجتي أم القعقاع بن الحارث طلقة , فكبر الحاضرون حتى ارتجت المحكمة في يوم من أيام الله المشهودة .

عندها قال الشيخ : يا أيها الشبيبة لا يغرنكم ما ينعتكم به بني علمان بأنكم حمقى فلأن أكون أحمقاً في سنة خير أن أكون نتشه في بدعة (قيل وما نتشة يا عبد الله قال : ملحدٌ معروف).
افرنقعوا يا عباد الله , والله الله أن يؤتى القمع من قبلكم ولا تأخذكم في بني علمان لومة لائم , فتفرقنا كغربان عادية نجوب المعرض ممزقين كل ما وقعت عليه أيدينا من كتب الزنادقة حتى طهرنا الموقع وأبدلنا الذي هو أدنى بالذي هو خير حتى أصبح أكثر الكتب مبيعاً كتاب ( أحكام العبد الآبق ).
أملاه من موقع الحدث سماحة الوالد شيخ المحتسبة وإمام المحتسبين والقامع بعون الله وبأمره وقوته مساعد البقمي صامطة ( منتدب حالياً كأحد أعضاء لجنة رصد المخالفات الشرعية والعقدية في معرض الرياض للكتاب ).
مع الاعتذار للكاتب الكبير عبد الله بن بخيت

هلُمَّ بنا نَتَطلبَن ساعة ... الجزء الثاني ... في بلاد المهجر

هلم بنا نتطلبن ساعة ... الجزء الثاني ... في بلاد المهجر ودخلنا خلافة (صحونستان ) من الباب الذي يلي الحوانيت الشرقية , وتجاوزنا لافتة كتب عليها ( تخلص من المنكرات بعد هذا الخط ... منطقة منزوعة المنكرات ) فتنفسنا عندها هواءً نقياً غير ملوث بالمنكرات , فأمسك أبا لجين بتلابيب أحد المارة من الصالحين ( وكلهم صالحون) وأخذ يصرخ في وجهه وكأنه ثور هائج : دلوني على سوق النخاسة ...دلوني على سوق النخاسة ...دلوني على سوق النخاسة , فقلت له : يا أبا لجين على رسلك , وأيم الله لتجدن ما يسر (شيئك) فلا تعجل , وتبيع حضك من الآخرة بشيء من الدنيا قليل , فأطرق إطراقة المذل المخزي وقال : يا شيخ مساعد ولله لقد أنهكنا أم عميرة بالجلد سائر هذا اليوم , فما أن سمع الخفاش بعُميرة وأحاديث عُميرة , حتى انتفض وعلت عليه غمامة من الكآبة والبؤس ولعله تذكر ما كان يلقب به في الأيام الخوالي حين كان ينادى ب ( بَعلُ عُميرة) فما أن تجاوزنا الحرة حتى رأينا بن هبدان يستقبلنا وهو يلوح بيده الطاهرة فما أن وصلنا له حتى تعانقنا عناق المهاجرين وقال الشيخ محمد حفظه الله لأبي لجين : أهلاً بمهاجر بني شهران والله لقد ازدانت بك صحونستان على جُبن فيك فلقد خذلتنا في غير واقعة ( قالها مازحاً) . فانطلقنا بصحبة الشيخ محمد ( الشيخ المرافق) إلى خان المهاجرين وولجنا الخوان ( تعريب اللبي بتفخيم اللام ) فإذا بالمهاجرين قد علا ضجيجهم , وتعالت ضحكاتهم وكأنهم قد وجدوا جنتهم الموعودة في هذه الخلافة المباركة حيث لا علمانيين يضايقونهم , ولا ليبراليين يفتنونهم في دينهم , فغدوا كالأطفال في بياح من الأرض , وفجأة أمسك أبا لجين بتلابيب الشيخ محمد بن هبدان وقال : أقسمت عليك إلا دللتني على سوق النخاسة وإلا والله لأخشى أن ارتد على عقبي , فضحك بن هبدان ضحكة الأحمق المعتق وقال : خذوه لسوق النخاسة عندها صرخ الخفاش قائلا : خدني معك في الجو الحلو ...خلني معك أطأ يا حلو ( وهي أغنية معروفة ) .
وبعد أن قصد صاحبي سوق النخاسة للتبضع من النساء أخذني الشيخ محمد بن هبدان بجولة ميدانية على بلاد صحونستان فمررنا بساحة عظيمة فقلت له : ما هذه يا شيخ محمد قال : انطلاقا من مبدأ ( في الحلال غُنية عن الحرام ) فقد استبدلت الخلافة الصحوية المباركة المهرجانات الغنائية والمنكرات الجماعية من مسرحيات وخلافه بمناشط دعوية مباركة هادفة مثل ( مهرجان إقامة الحدود ) حيث يجمع الناس في يوم معلوم ومكان معلوم لإقامة الحدود الشرعية وخصوصاً حد الرجم ليشارك المسلمون في إقامة شرع الله ويوزع على الحاضرين بضع حصيات في علب أنيقة يقومون برميها على المرجوم ويتم التعاقد مع شركة متعهدة لتصنيع الحجارة التي تستعمل في الرجم حسب مواصفات لجنة المواصفات والمقاييس الشرعية ( مكيال) وهي الجهة التي تنتج أيضا جمرات الرمي , كذلك مهرجان ( خصي العربيد) وهي احتفالية سنوية يخصى فيها المغنون وأصحاب الأصوات الندية والوجوه الحسنة من الرجال ( عندها ابتلعت ريقي فكل الصفتين قد توافرت فيَ نسأل الله الا نكون لأحد فتنة ) .ثم أردف : ويكون حقوق بث تلك المهرجانات المباركة حصرياً لقناة المجد ( بث أول) وقناة العفاسي ( بث ثاني) فأشرت إلى مكائن كانت منصوبة بجانب بعض الحوانيت وقلت له أتلك مكائن صرف يا شيخ ؟ فضحك الشيخ حتى بدأت الفلجة بين شضافيه ثم قال : بل هي ( مكائن الفتاوى الالكترونية ) وهي شبية بمكائن الصرف الآلي فما أن تشغلها حتى تأتيك الخيارات ( البيوع – العتق – أحكام الوطء) ثم تختار الشيخ المفتي وقبل ذلك تكتب أقراراً الكترونياً بأنك لا تتبع الرُخص ولا الهوى ثم تأتيك الفتوى غضة كما خرجت من في الشيخ .فقلت له : بما أنني متخصص في أسلمة التقنية فحدثني عنها في بلاد صحونستان فاتكأ الشيخ على حربة كان يحملها ثم قال : لقد كان لنا في أسلمة التقنية القدح المعلا فلقد بدأنا بالدواب ( السيارات ) فبرمجناها على المواصفات الإسلامية بحيث أن محركها يطفأ تلقائياً عند الأذان وهناك حساسات الكترونية لسماع صوت الأذان وفي حالة عدم خروج سائقها للصلاة فإنها تخرج فحيحاً يذكر السائق بالشجاع الأقرع فإن لم يخرج أقفلت الأبواب وخرج هواء ساخن لمدة عشرة دقائق لتذكيره بجهنم كما أن تلك الدابة الالكترونية تطفيء المذياع بشكل تلقائي عند الأذان وتذكر السائق بضرورة الترديد مع المؤذن وإن سار السائق مسيرة ثمانين كيلا -على الراجح من قولي أهل العلم -بدأ مذياع تلك الدابة بتلاوة أحكام السفر من قصر وجمع ومسح على الخفين وتيمم .أما الدش الذي يستعل في الغُسل ( الاستحمام) فقد استبدل بالدش الالكتروني فما أن تفتحه الأنثى حتى تأتيها الخيارات التالية :هل تريدين أن تغتسلين ؟نعم - لا – لا أعلم وبالضغط على نعم تأتي الخيارات التالية :غسل حيض – جنابة – أخرى وبالضغط على حيض مثلا تأتي الخيارات التالية "هل رأيت القصة البيضاء – نعم – لا – لا أعلم وبالضغط على لا أعلم تطبع لها فتوى شيخنا أمام السنة في زمانه صالح الفوزان عن أحكام الحيض .ثم مر بنا شيخ قد اكتنز لحماً حتى بدت أردفه من خلال الإزار- وكل مواطنو الإمارة من المقاس نفسه الذين تبدلت بقدرة الله سيقانهم أفخاذاً- يسوق سبع من الجواري فسلم علينا ثم انصرف لشأنه – أو بعض شأنه - فقلت من هذا يا شيخ قال : أنه (نويكح بن وطأن ) وزير الدولة لشئون الوطء وكان بالسابق نائب الخليفة لشئون ما وراء النهرين ( وزارة الخارجية ) .فأخذت التلفت ذات اليمين وذات الشمال فأدرك الشيخ سبب دهشتي فقال بعد أن هَرَشْ لحيته هَرَشة : تبحث عن فُسَّاق ؟ فقلت له بتعجب : أي والله يا شيخ فما رأيت مذ ولجت هذه الأرض المبارك فاسقاً فضلاً عن مبتدع أو زنديق , هل هي بلاد بلا فساق ؟ فقال : إننا سنقوم باستقدام الفسقة من الدول المجاورة بفيزة ( فاسق) و (مبتدع ) وذلك لتحقيق عدة مأرب منها عدم تعطل الحدود فكيف يقام حد المسكر بلا شارب للخمر وكيف نقيم حد الرجم بلا زان وكيف نقيم حد الردة بلا زنديق , كما أنه وبوجود ( المقيمين الفساق) تقام شريعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , وتتعطل جموس رجال الهيئة وأسطولها الجوي والبحري , كما أن في عدم وجود فئة الفساق سبب في تسريح الكثير من الأخوة العاملين في بعض المهن مثل مهنة ( الحاضن) وهي وظيفة يقتصر عملها على احتضان المسلم الجديد فيقوم الموظف باحتضانه فور سماعه له ينطق بالشهادتين وقبل أن يغتسل بماء وسدر وهناك مساعد حاضن وهكذا , كما أن تلك الفئة الفاسقة , أنها تشغل مكاتب توعية الجاليات لأنها لا يمكن لها أن تعمل بلا وجود كفار تدعوهم للإسلام ثم يرتدون ونقيم عليها حد الردة فأصبنا عصفورين بحجر واحد والله المستعان وعليه التكلان .ثم سكت برهة وأردف : والله يا شيخ مساعد لقد عملنا جاهدين في إعداد رؤية شرعية صحوية مباركة للدولة الإسلامية التي نروم إليها وتشمئر أعناقنا لها إبراء للذمة وصوناً للأمة وذوداً عن بيضة الدين .فقد أسلمنا بعون من الله وتوفيق منه كل شاردة وواردة في الدولة الصحوية الفتية حتى لا يقال عنا معاذ الله أننا لا نملك مشروعاً قابلا للتطبيق كما يردده أغيلمة العلمانيين حتى وصلنا إلى أسلمة ما يسمونها هناك في بلادهم المؤسسات المدنية واقترحنا انشاء عدة مؤسسات إسلامية من هذا النوع ومنها :الجمعية الإسلامية للرقاة – سعبولة - ) وهي هيئة مستقلة غير ربحية تهتم بشئون الرقاة وتناضل من أجل حقوقهم .الهيئة الإسلامية العالمية لمكافحة الكلاسين – نو كلسيون- ) ويرأسها صاحب الفضيلة الفقير لعفو ربه الواقف بين يديك حيث تناضل من أجل منع النساء من بيع الكلاسين للنساء في المحلات النسائية .المنظمة الدولية للنضال من أجل حق الوطء – عسيلة ) وهي غنية عن التعريف .وقد وضعنا الضوابط الصارمة لتقلد المناصب بعيداً عن المحسوبية فقاعدتنا الذهبية في تقلد الوظائف هي :الأولى بالوظيفة : أطولكم لحية فإن كانوا في اللحية سواء فأقصركم ثوباً فإن كانوا في الثوب سواء فأقدمكم التزاماً فإن كانوا في السبق سواء فأكثركم نساءً فإن كانوا في النساء سواء فأطولكم سعبولة فإن كانوا في السعبولة سواء فأكثركم وطءً. مع ملاحظة تحريم استعمال المنشطات في تكثير اللحية أو استدرار السعابيل لأن هذا يدخل في باب التدليس المنهي عنه شرعاً.فهناك أسلامة لكل صغيرة وكبيرة في الولاية حتى أنه قد اعتمدت رنة إسلامية اسمها ( افحوحة) وهي الرنة الشرعية المعتمدة من قبل اللجنة الشرعية وهي عبارة عن فحيح ثعبان من فصيلة ( الصل) الذي لدغ أبا جهل تكريماً لذلك الصل . كما أن شركة الاتصالات الإسلامية ( مرسال) تقطع البث أثناء الصلوات المكتوبة وصلاة التراويح وصلاة التهجد وركعتي الضحىوتنفيذا لشعار ( خلافة بلا أمواس) فقد جُرَم حيازة واستعمال وترويج الأمواس التي تستعمل في حلق اللحى وتشجيعاً على إعفائها فقد تم وضع برنامج مسابقات باسم ( شُعيرة) تقوم على اختيار لأكثف لحية والأقدر على المهارات الخاصة باللحية من دعك وهرش ونحوه .وفجأة لاح الخفاش وأبا لجين وهما يهرولان وورائهما رجال الحسبة بأجسامهم الغلاظ الشداد وحلقت طائرات الحسبة فوق رؤوسنا ؛ اف 16( أبابيل16) فما أن وصلوا حتى بدأوا يصيحون : أنقذنا يا شيخ فقال الشيخ لأسود الحسبة بعد أن هدأ فحيحهم : مالكم وللمهاجرين ؟ قالوا : لقد (تقاطوا )في جارية ابتاعوها من حانوت أبي القعقاع الحمصي لاستيراد و بيع الجواري بكافة أنواعها ثم أعادوها له بحجة أنه دلس عليهم حيث زعموا أنهم شرطوا عليه أن تكون الجارية المعقود عليها على ستايل ( سميرة توفيق) بلا خلابة ثم اكتشفوا -على زعمهم -أنها قد تورمت من النافخ ( تعريب السليكون ) وهذا غش وتدليس وطلبوا فسخ العقد وإعادة الجارية فأخذهم صاحب الحانوت إلى قاضي السوق فثبت أنهم قد كذبوا لمأرب أخرى وحكم عليهم بالطرد والإبعاد عن الإمارة ونحن نريد أن ننفذ الحكم الشرعي ونسوقهم سوقاً خارج أسوار الولاية فالله الله أن تشفع يا شيخ في حد من حدود الله .فتنهد الشيخ محمد والتفت إلي وقال : لا حيلة لي , عليك بأصحابك قبل أن يُقضى عليهم ثم بكى الخفاش وأبا لجين حتى ابتلت لحاهم ورفع أبا لجين ناظريه فرأى جاريته وقد أقبلت تُلوح له ومعها أوراق بيديها النحيلتين فأنشد : وليله كانت الفرقاو قالت لي .. فـ أمــان الله ... و ليله ذكرها يبقىعلى جرحي .. و لا أنساه ...و جت تاخذ رسايلها ..و خصله من جدايلهاو تديني جواباتي ... بقايا عمر بسماتيو قالت لي .. فـ أمــان الله
كتبه بخط يده : سماحة الشيخ إمام المهاجرين ومصاحب المطرودين العلامة: مساعد البقمي صامطه