07 أكتوبر 2008

هلُمَّ بنا نَتَطلبَن ساعة ... الجزء الثاني ... في بلاد المهجر

هلم بنا نتطلبن ساعة ... الجزء الثاني ... في بلاد المهجر ودخلنا خلافة (صحونستان ) من الباب الذي يلي الحوانيت الشرقية , وتجاوزنا لافتة كتب عليها ( تخلص من المنكرات بعد هذا الخط ... منطقة منزوعة المنكرات ) فتنفسنا عندها هواءً نقياً غير ملوث بالمنكرات , فأمسك أبا لجين بتلابيب أحد المارة من الصالحين ( وكلهم صالحون) وأخذ يصرخ في وجهه وكأنه ثور هائج : دلوني على سوق النخاسة ...دلوني على سوق النخاسة ...دلوني على سوق النخاسة , فقلت له : يا أبا لجين على رسلك , وأيم الله لتجدن ما يسر (شيئك) فلا تعجل , وتبيع حضك من الآخرة بشيء من الدنيا قليل , فأطرق إطراقة المذل المخزي وقال : يا شيخ مساعد ولله لقد أنهكنا أم عميرة بالجلد سائر هذا اليوم , فما أن سمع الخفاش بعُميرة وأحاديث عُميرة , حتى انتفض وعلت عليه غمامة من الكآبة والبؤس ولعله تذكر ما كان يلقب به في الأيام الخوالي حين كان ينادى ب ( بَعلُ عُميرة) فما أن تجاوزنا الحرة حتى رأينا بن هبدان يستقبلنا وهو يلوح بيده الطاهرة فما أن وصلنا له حتى تعانقنا عناق المهاجرين وقال الشيخ محمد حفظه الله لأبي لجين : أهلاً بمهاجر بني شهران والله لقد ازدانت بك صحونستان على جُبن فيك فلقد خذلتنا في غير واقعة ( قالها مازحاً) . فانطلقنا بصحبة الشيخ محمد ( الشيخ المرافق) إلى خان المهاجرين وولجنا الخوان ( تعريب اللبي بتفخيم اللام ) فإذا بالمهاجرين قد علا ضجيجهم , وتعالت ضحكاتهم وكأنهم قد وجدوا جنتهم الموعودة في هذه الخلافة المباركة حيث لا علمانيين يضايقونهم , ولا ليبراليين يفتنونهم في دينهم , فغدوا كالأطفال في بياح من الأرض , وفجأة أمسك أبا لجين بتلابيب الشيخ محمد بن هبدان وقال : أقسمت عليك إلا دللتني على سوق النخاسة وإلا والله لأخشى أن ارتد على عقبي , فضحك بن هبدان ضحكة الأحمق المعتق وقال : خذوه لسوق النخاسة عندها صرخ الخفاش قائلا : خدني معك في الجو الحلو ...خلني معك أطأ يا حلو ( وهي أغنية معروفة ) .
وبعد أن قصد صاحبي سوق النخاسة للتبضع من النساء أخذني الشيخ محمد بن هبدان بجولة ميدانية على بلاد صحونستان فمررنا بساحة عظيمة فقلت له : ما هذه يا شيخ محمد قال : انطلاقا من مبدأ ( في الحلال غُنية عن الحرام ) فقد استبدلت الخلافة الصحوية المباركة المهرجانات الغنائية والمنكرات الجماعية من مسرحيات وخلافه بمناشط دعوية مباركة هادفة مثل ( مهرجان إقامة الحدود ) حيث يجمع الناس في يوم معلوم ومكان معلوم لإقامة الحدود الشرعية وخصوصاً حد الرجم ليشارك المسلمون في إقامة شرع الله ويوزع على الحاضرين بضع حصيات في علب أنيقة يقومون برميها على المرجوم ويتم التعاقد مع شركة متعهدة لتصنيع الحجارة التي تستعمل في الرجم حسب مواصفات لجنة المواصفات والمقاييس الشرعية ( مكيال) وهي الجهة التي تنتج أيضا جمرات الرمي , كذلك مهرجان ( خصي العربيد) وهي احتفالية سنوية يخصى فيها المغنون وأصحاب الأصوات الندية والوجوه الحسنة من الرجال ( عندها ابتلعت ريقي فكل الصفتين قد توافرت فيَ نسأل الله الا نكون لأحد فتنة ) .ثم أردف : ويكون حقوق بث تلك المهرجانات المباركة حصرياً لقناة المجد ( بث أول) وقناة العفاسي ( بث ثاني) فأشرت إلى مكائن كانت منصوبة بجانب بعض الحوانيت وقلت له أتلك مكائن صرف يا شيخ ؟ فضحك الشيخ حتى بدأت الفلجة بين شضافيه ثم قال : بل هي ( مكائن الفتاوى الالكترونية ) وهي شبية بمكائن الصرف الآلي فما أن تشغلها حتى تأتيك الخيارات ( البيوع – العتق – أحكام الوطء) ثم تختار الشيخ المفتي وقبل ذلك تكتب أقراراً الكترونياً بأنك لا تتبع الرُخص ولا الهوى ثم تأتيك الفتوى غضة كما خرجت من في الشيخ .فقلت له : بما أنني متخصص في أسلمة التقنية فحدثني عنها في بلاد صحونستان فاتكأ الشيخ على حربة كان يحملها ثم قال : لقد كان لنا في أسلمة التقنية القدح المعلا فلقد بدأنا بالدواب ( السيارات ) فبرمجناها على المواصفات الإسلامية بحيث أن محركها يطفأ تلقائياً عند الأذان وهناك حساسات الكترونية لسماع صوت الأذان وفي حالة عدم خروج سائقها للصلاة فإنها تخرج فحيحاً يذكر السائق بالشجاع الأقرع فإن لم يخرج أقفلت الأبواب وخرج هواء ساخن لمدة عشرة دقائق لتذكيره بجهنم كما أن تلك الدابة الالكترونية تطفيء المذياع بشكل تلقائي عند الأذان وتذكر السائق بضرورة الترديد مع المؤذن وإن سار السائق مسيرة ثمانين كيلا -على الراجح من قولي أهل العلم -بدأ مذياع تلك الدابة بتلاوة أحكام السفر من قصر وجمع ومسح على الخفين وتيمم .أما الدش الذي يستعل في الغُسل ( الاستحمام) فقد استبدل بالدش الالكتروني فما أن تفتحه الأنثى حتى تأتيها الخيارات التالية :هل تريدين أن تغتسلين ؟نعم - لا – لا أعلم وبالضغط على نعم تأتي الخيارات التالية :غسل حيض – جنابة – أخرى وبالضغط على حيض مثلا تأتي الخيارات التالية "هل رأيت القصة البيضاء – نعم – لا – لا أعلم وبالضغط على لا أعلم تطبع لها فتوى شيخنا أمام السنة في زمانه صالح الفوزان عن أحكام الحيض .ثم مر بنا شيخ قد اكتنز لحماً حتى بدت أردفه من خلال الإزار- وكل مواطنو الإمارة من المقاس نفسه الذين تبدلت بقدرة الله سيقانهم أفخاذاً- يسوق سبع من الجواري فسلم علينا ثم انصرف لشأنه – أو بعض شأنه - فقلت من هذا يا شيخ قال : أنه (نويكح بن وطأن ) وزير الدولة لشئون الوطء وكان بالسابق نائب الخليفة لشئون ما وراء النهرين ( وزارة الخارجية ) .فأخذت التلفت ذات اليمين وذات الشمال فأدرك الشيخ سبب دهشتي فقال بعد أن هَرَشْ لحيته هَرَشة : تبحث عن فُسَّاق ؟ فقلت له بتعجب : أي والله يا شيخ فما رأيت مذ ولجت هذه الأرض المبارك فاسقاً فضلاً عن مبتدع أو زنديق , هل هي بلاد بلا فساق ؟ فقال : إننا سنقوم باستقدام الفسقة من الدول المجاورة بفيزة ( فاسق) و (مبتدع ) وذلك لتحقيق عدة مأرب منها عدم تعطل الحدود فكيف يقام حد المسكر بلا شارب للخمر وكيف نقيم حد الرجم بلا زان وكيف نقيم حد الردة بلا زنديق , كما أنه وبوجود ( المقيمين الفساق) تقام شريعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , وتتعطل جموس رجال الهيئة وأسطولها الجوي والبحري , كما أن في عدم وجود فئة الفساق سبب في تسريح الكثير من الأخوة العاملين في بعض المهن مثل مهنة ( الحاضن) وهي وظيفة يقتصر عملها على احتضان المسلم الجديد فيقوم الموظف باحتضانه فور سماعه له ينطق بالشهادتين وقبل أن يغتسل بماء وسدر وهناك مساعد حاضن وهكذا , كما أن تلك الفئة الفاسقة , أنها تشغل مكاتب توعية الجاليات لأنها لا يمكن لها أن تعمل بلا وجود كفار تدعوهم للإسلام ثم يرتدون ونقيم عليها حد الردة فأصبنا عصفورين بحجر واحد والله المستعان وعليه التكلان .ثم سكت برهة وأردف : والله يا شيخ مساعد لقد عملنا جاهدين في إعداد رؤية شرعية صحوية مباركة للدولة الإسلامية التي نروم إليها وتشمئر أعناقنا لها إبراء للذمة وصوناً للأمة وذوداً عن بيضة الدين .فقد أسلمنا بعون من الله وتوفيق منه كل شاردة وواردة في الدولة الصحوية الفتية حتى لا يقال عنا معاذ الله أننا لا نملك مشروعاً قابلا للتطبيق كما يردده أغيلمة العلمانيين حتى وصلنا إلى أسلمة ما يسمونها هناك في بلادهم المؤسسات المدنية واقترحنا انشاء عدة مؤسسات إسلامية من هذا النوع ومنها :الجمعية الإسلامية للرقاة – سعبولة - ) وهي هيئة مستقلة غير ربحية تهتم بشئون الرقاة وتناضل من أجل حقوقهم .الهيئة الإسلامية العالمية لمكافحة الكلاسين – نو كلسيون- ) ويرأسها صاحب الفضيلة الفقير لعفو ربه الواقف بين يديك حيث تناضل من أجل منع النساء من بيع الكلاسين للنساء في المحلات النسائية .المنظمة الدولية للنضال من أجل حق الوطء – عسيلة ) وهي غنية عن التعريف .وقد وضعنا الضوابط الصارمة لتقلد المناصب بعيداً عن المحسوبية فقاعدتنا الذهبية في تقلد الوظائف هي :الأولى بالوظيفة : أطولكم لحية فإن كانوا في اللحية سواء فأقصركم ثوباً فإن كانوا في الثوب سواء فأقدمكم التزاماً فإن كانوا في السبق سواء فأكثركم نساءً فإن كانوا في النساء سواء فأطولكم سعبولة فإن كانوا في السعبولة سواء فأكثركم وطءً. مع ملاحظة تحريم استعمال المنشطات في تكثير اللحية أو استدرار السعابيل لأن هذا يدخل في باب التدليس المنهي عنه شرعاً.فهناك أسلامة لكل صغيرة وكبيرة في الولاية حتى أنه قد اعتمدت رنة إسلامية اسمها ( افحوحة) وهي الرنة الشرعية المعتمدة من قبل اللجنة الشرعية وهي عبارة عن فحيح ثعبان من فصيلة ( الصل) الذي لدغ أبا جهل تكريماً لذلك الصل . كما أن شركة الاتصالات الإسلامية ( مرسال) تقطع البث أثناء الصلوات المكتوبة وصلاة التراويح وصلاة التهجد وركعتي الضحىوتنفيذا لشعار ( خلافة بلا أمواس) فقد جُرَم حيازة واستعمال وترويج الأمواس التي تستعمل في حلق اللحى وتشجيعاً على إعفائها فقد تم وضع برنامج مسابقات باسم ( شُعيرة) تقوم على اختيار لأكثف لحية والأقدر على المهارات الخاصة باللحية من دعك وهرش ونحوه .وفجأة لاح الخفاش وأبا لجين وهما يهرولان وورائهما رجال الحسبة بأجسامهم الغلاظ الشداد وحلقت طائرات الحسبة فوق رؤوسنا ؛ اف 16( أبابيل16) فما أن وصلوا حتى بدأوا يصيحون : أنقذنا يا شيخ فقال الشيخ لأسود الحسبة بعد أن هدأ فحيحهم : مالكم وللمهاجرين ؟ قالوا : لقد (تقاطوا )في جارية ابتاعوها من حانوت أبي القعقاع الحمصي لاستيراد و بيع الجواري بكافة أنواعها ثم أعادوها له بحجة أنه دلس عليهم حيث زعموا أنهم شرطوا عليه أن تكون الجارية المعقود عليها على ستايل ( سميرة توفيق) بلا خلابة ثم اكتشفوا -على زعمهم -أنها قد تورمت من النافخ ( تعريب السليكون ) وهذا غش وتدليس وطلبوا فسخ العقد وإعادة الجارية فأخذهم صاحب الحانوت إلى قاضي السوق فثبت أنهم قد كذبوا لمأرب أخرى وحكم عليهم بالطرد والإبعاد عن الإمارة ونحن نريد أن ننفذ الحكم الشرعي ونسوقهم سوقاً خارج أسوار الولاية فالله الله أن تشفع يا شيخ في حد من حدود الله .فتنهد الشيخ محمد والتفت إلي وقال : لا حيلة لي , عليك بأصحابك قبل أن يُقضى عليهم ثم بكى الخفاش وأبا لجين حتى ابتلت لحاهم ورفع أبا لجين ناظريه فرأى جاريته وقد أقبلت تُلوح له ومعها أوراق بيديها النحيلتين فأنشد : وليله كانت الفرقاو قالت لي .. فـ أمــان الله ... و ليله ذكرها يبقىعلى جرحي .. و لا أنساه ...و جت تاخذ رسايلها ..و خصله من جدايلهاو تديني جواباتي ... بقايا عمر بسماتيو قالت لي .. فـ أمــان الله
كتبه بخط يده : سماحة الشيخ إمام المهاجرين ومصاحب المطرودين العلامة: مساعد البقمي صامطه

ليست هناك تعليقات: