07 أكتوبر 2008

هَلُمَّ ِبنا نَتَطَلْبَنْ ساعة... الجزء الأول: في طريق الهجرة

هلم بنا نتطلبن ساعة ... الجزء الأول ... في طريق الهجرة في أثناء مروري اليومي على (مأسَدَة الغُلَاة ) والُمسماة بموقع الساحات, من أجل متابعة الفيالق الحسبوية وتلقي التوجيهات الجهادية ورصد ( مؤشر) المنكرات في هذه البلاد ؛ وقعت عيناي الكحيلتين على كتابة نفيسة لشيخنا المُسَعْبِل بأمر الله : سليمان الدويش قال فيها : (وأقسم بالله غير حانث أن قلوب أهل الغيرة قد امتلأت غضبا من جراء هذا الهجوم الصارخ في الصحف , والقنوات , والتلفاز , والإذاعة , والمنتديات , والمؤتمرات , والمهرجانات , والمعارض , والأمسيات । بل لقد شعر كثير منهم أنهم غرباء في بلدهم ( بلد الحرمين الشريفين ) !!! فبكيت بكاء شديداً , وعلمت أنه آذان منه بالهجرة , فما دمنا غرباء فقد وجبت الهجرة على كل قادر من المسلمين , فاتصلت على أبي لجين إبراهيم وقلت له : هل بلغك الأذن بالهجرة ؟ قال : نعم أخي في الجهاد , وقد أعددت متاعي وزادي فما كان لي أن أخالف أوامر أبا مالك فقلت له : إذاً وافني عند حَرْةِ (كذا وكذا ) ثم شددت عليّ ثيابي , وحزمتُ ما خف من متاعي , وودعت الأهل والأصحاب والولدان , وخرجت قاصداً حَرْة (كذا وكذا ) فما أن خرجت عن بنيان مدينتي حتى وقفتُ على مشارفها وقد أسبلت عيناي بالدمع وقلت : والله إنك لأحب أرض الله إليّ , ولولا أن العلمانيين أخرجوني منك ما خرجت, ثم واصلت سيري حتى بلغت حرة (كذا وكذا ) فإذا بشبح أبي لجين أمامي , وقد تظلل بظل شجرة وهو يمارس عادته في سُويعات الأصيل بدعك لحيته وهرشها والعبث بأنفه , وقد فَغَرَ فاه وظهر ما تبقى من أسنانه المُصفَرة من أثر الشوص بالسواك , وقد حَسَرَ عن رأسه واتصل شعر رأسه بلحيته الكثه, فشكلت دائرة منفرجة , وأصبح كأنه يُطِلُ من خلال إطار سيارةٍ رحمه الله , فما أن وصلته حتى تعانقنا عناق الغرباء ولسان حالنا يردد : (حتى إذا أنكر خل خله ।*** وتلاقينا لقاء السفهاء***ومضى كل إلى هجرته *** لا تقل شئنا فإن الحُمق شاء)أو كما قالت عاتكة بنت مُحْرِزْ ( تعريب أم كلثوم ) । ثم أخذتنا إغفاءة من التعب, فسمعتُ منادياً في منامي يصيح : يا أبا أنس , فإذا بالصوت أعرفه ولا أنكره وكيف يغيب عني صوت شيخي المُسَعْبِل بعون الله سليمان, فقلت : لبيك وسعديك والعَتَهُ كله بين جنبيك قال : عليكم بصحوستان فإن فيها خليفة لا يظلم عنده أحد , فأفقت مفزوعاً وإذا بأبي لجين قد أفاق فقلت له هل أفزعك ما أفزعني يا أخي؟ قال : نعم هو ذاك ثم أردف : أنه اتصال جماعي عبر المنام بتقنية البلوتوث ( براق الجُحْفة) لا تؤتى هذه الكرامة إلا للمهاجرين । فجلسنا تحت تلك الشجرة نتذاكر أيام الجهاد وقصصه وغرائبه وحكايات السبايا الحسان , فقال لي وقد تقاطرت سعابيله من خشية الله : هل تعتقد أن في بلاد صحوستان جواري حسان نقيم بها أود (شيئنا) قلت له : عجباً لك !! والله لقد علمتُ أنك أحمقُ من وطأ الثرى , ولكن ما حسبت أنك قد بلغت من البلاهة هذا المبلغ!! وما فائدة الخلافة الإسلامية بلا جواري وغلمان وسوق نخاسة يرحمك الله؟ بل أبشر بما يسر (شيئك) ولا تنسى نبيذ يثرب وقرقعة كؤوس أبا سفيان من النبيذ الذي قد قذف بالزبد , وتصور حالك أخي أبا لجين وأنت تقابل شاشة كمبيوترك , وتجالد الليبراليين في مأسدة الغلاة (الساحات) وقد اصطفت الكؤوس أمامك والحسان خلفك يصحن (ارم يفداك بيي وميي وكمان خيي... ثم يمسكن لحيتك المباركة ويقلن :يخزي العين شو كتير مهزومات هالشعرات) وما أن سمع اللهجة اللبنانية حتى زادت سعابيل أبا لجين , وعلا شهيقة ونهيقه حتى ظننت أنه قد غرق بها , فأمسكت خشية عليه رحمه الله , ثم تأملتهُ رعاه الله فوجدت وجهاً قد كُسياً شعراً لا ترى فيه مخرم أبرة من جلد فكيف لجارية أن تُقَبِلَهُ ... فقلت كما قال أخونا في الله سرحان عبد البصير : (ودا ينباس منين يا قدعان ؟ ) وفجأة لاح علينا شبح قادم من بعيد فصاح أبا لجين : كن أبا أيوب ... كن أبا أيوب , فما أن قرب منا حتى تعرفنا عليه , فإذا هو أبا أيوب حسن بن مفتي (آل) زاده , المُسْتحمرُ بأمر الله ؛ أشعث أغبر كما عهدناه , يحمل متاعه على ظهره , فعانقناه وقلت له : ربح البيع أبا أيوب والله أنك لصاحب الهجرتين ؛ هاجرت من اسطنبول إلى بلاد الحرمين , وها أنت تلبي نداء الهجرة وتترك ورشتك ومقصفك من أجل الله ورسوله فطوبى لك يا خُفَيفِيش । فسرنا مسافة مائة فرسخ وإذا بغمامة تظللنا - وليس في السماء من غمام - وتسقط علينا رذاذ بارد فكبر الأخوة وبكينا بكاء شديداَ كدنا أن نهلك منه ।وبينما نحن نسير قال أبا لجين يا أبا أيوب هلا حدثت الشيخ مساعد عن شيء من كراماتك ؟ فأطرق رأسه خجلا وقال : لعلك تتركني يا أبا لجين ( لزوم البعد عن الرياء) وبعد الإلحاح قال :كنت في يوم من الأيام في البطحاء , ولم تكن لدي إقامة فصادفتني دورية للجوازات تلاحق المتخلفين -وكنت يومها منهم- فأطلقت ساقايا للريح فحجروني في سِدْ , حجرة سَنّور, فعلمت أنها نهايتي وترآت لي باخرة الترحيل دون منفوحة فرفعت أكفي إلى السماء وقلت مبتهلا وأنا قابض على لحيتي : (اللهم اكفينهم بما شئت) فاختفيت فأصبحت أراهم ولا يرونني فعلمتُ أن الله قد ابتلاني بلحية الإخفاء فلحيتي المعشوشبة لحية ليست كاللحى , فمتى ما أصابتني ضائقة أو ملاحقة وقبضت عليها وقلت الدعاء المذكور اختفيت بأمر الله فقلت له : وما قصة ( رقية البلاتين ) قال وهو يبتسم : عندما كنت أعمل أجيراً في أحد الورش صادفتني سيارة قد عطب بلاتينها ولم أجد لها حلا بالفك والربط وقطع الغيار, فاستعنت بالله واخترعت رقية لها , وبدأتُ في عملية السعبلة ورقيتها باسم الله , فاشتغل البلاتين كأنما حل من عقال فأسميتها رقية البلاتين , وهناك رقية خاصة بالرديتر والشكمان , وقد صنعت -بعون الله وتوفيقه - زيت سيارة مقري فيه يجعل السيارة تسابق الريح وكذلك يكون لديها حساسية من المنكرات بحيث تنطفيء بشكل آلي إذا شغل الغناء أو تتعطل إذا ركب فيها علماني , حتى أني جربتها بسيارة حمزة المزيني ونجحت , فما أن أراد أن يشغلها حتى سمع صوتاً من البواجي يسمعه الثقلان إلا الإنس (خسأت يا عدو الله ما كان لعلماني أن يمتطي دابة سقيت بزيت حسن آل زاده) । ثم مَنْ الله عليّ بمعرفة شيخي ؛ إمام الوسامة وفارس اللوك في هذا الزمان ؛ محمد العريفي فما أن رأني حتى حشرج بالبكاء وقال : إني أجد في هذا الغلام شبابي وأردف قائلا : لكل أمة راغبا وهذا الخفيفيش راغبنا ( يقصد رحمه الله راغب علامه ) فأغدق عليّ بالعطايا والصدقات والهبات ففتتحتُ مأكلة الصُفّة ( تعريب بوفية ) واخترعت وجبة ( صولجان الباءة ) فقلتُ : وما صولجان الباءة يرحمك الله قال: هو عبارة عن شورما متبلة بالحبة السوداء والعسل المقري فيه يوضع عليه الكاتشب والمايونيز المقري فيه مع ما تيسر من البطاطس المقلي بزيت الزيتون كمان المقري فيه ( تقدم ساخنة ) وتلك الوجبة تعادل سبعين حبة فياقرا مما تعدون, فمن أكله استحال ثوراً بما يخص الفراش , حتى أن مشائخنا عند رحلاتهم الدعوية إلى بلاد أسيا يأخذونه مجمدا ليقوي بائتهم ويبيضون به وجه الدعوة إلى الله ।فقلتُ للخفاش: ثم ما صنع الله بك ؟فضحك حتى ظهر شضافه المبارك : ثم شُرِهْتُ فَتَشَرْهتْ!!!وواصلنا مسيرة الهجرة ونحن نردد : الهجرة رحلتها ديناحمل الإسلام لنا دينافسلام الله على الباريوالكون يردد آمينا ... آميناثم قال أبا لجين في لحظة تجلي : اللهم أبدلنا داراً خيراً من دارنا وزوجاً خيراً من زوجاً ثم تنهد مع (إنعاضة) وأردف: وارزقنا اللهم وطءً طيباً مبارك فيه يعيننا على طاعتك فقاطعة الخفاش قائلا : وطء أيه الي انت قي تُئل عليه *** إنت عارف أبل معنى الوطء أيه فصمت الشهري على مضض وكأنه فهم بذهانته أنه يُعرِّض بفحولته , فلما رأيت أبا لجين قد تمعر وجهه أردت إدخال السرور عليه فقلت له : يا أبا لجين ما أهجا ما قالت بك بنو علمن فنظر إليّ وهو يبتسم وقال :أهجا ما قالوه فيّ عندما قال فاسقهم : وأحمق منك لم ترى قط عيني **** وأخبل منك لم تلد النساءخلقت مبرأ من كل حُسن *** كأنما خلقت من الغثاء وما أن أطبق الظلام علينا حتى أضعنا طريقنا نحو بلاد صحوستان ولم ندر أي طريق نسلك فدعونا الله بأعمالنا الصالحة وما هي إلا دقائق حتى انبجس نور من جهة حَرَّان أضاء لنا ما بين لا بتيها ثم رأينا غُرَباً أقرع له ستون ألف جناح ( لا تسل رحمك الله كيف عددت تلك الأجنحة فهي كرامة لا تؤتى إلا للصالحين ) ما بين كل جناح كما بين طالبان وعدن , ثم أسقط علينا دليل الحيارى ( تعريب القارمن) فدلنا الطريق حتى ترآت لنا أسور صحونستان وقد أشعت نوراً اتصل بالسماء فصاح أبا لجين : فزنا ورب محمد ... وا جوارياه ... وا جوارياه
يبتع بالجزء الثاني ( هلم بنا نتطلبن ساعة .... في بلاد المهجر)
كتبه المهاجر إلى الله ورسوله : مساعد البقمي- صامطه

ليست هناك تعليقات: