07 أكتوبر 2008

غَزْوَةُ اليمامة...

الحمد لله الذي نَصَرَ عبده وأعزَّ جنده وهزم الليبراليين في اليمامة وحده، وصلى الله على نبي الحسبة والجهاد ورضي الله عن حفدة الصحابة الذين مزقوا أجساد الفسقة والعلمانيين بحِراب الحسبة والجهاد.
فقد سألني أحد ألإخوة في الله عن أخبار غزوة اليمامة، وهل كتب الله لي شرف المشاركة فيها، فآليت السكوت خشية الرياء، ولما رأيته يلح في سؤاله، لم أجد بداً من البوح بشيء مما فتح الله به علينا وذكر من رزق الشهادة ومن أسر ومن جرح من المجاهدين.
فقد اجتمع أمراء الجهاد قبل الغزوة بليلة في دار أوس بن الأرقم (الاسم الحركي للشيخ سليمان الدويش) وحضر الشيخ محمد الفراج وأبا لجين إبراهيم الشهري، فافتتح الشيخ محمد الجلسة بذكر شيء من فضائل الجهاد وسننه وأحكامه، ثم رفع أبا مالك سليمان الدويش يده وهو يصيح: (من يبايعني على الموت) فبايعناه، فسميت (بيعة اليمامة). ثم قال الشيخ سليمان حفظه الله: والله لقد أتيتهم بالذبح بين يدي اليمامة.
وبعد أن تمت البيعة انطلقنا واغتسلنا بماء وسدر، ولبسنا أكفاننا وحنوطنا، وودعنا أهلينا وولداننا، وأدينا ما علينا من أمانات وصدقات، وصلينا العشاء جماعةً أمّنا فيها الشيخ محمد وقنت ودعا لنا بالنصر والتمكين، ثم اجتمعت السرايا بالأجمسة (جمع جُمس) والجيوب والهايلكسات (جمع هايلكس) وتعانق المجاهدون وهم يرددون: (الموعد الجنة في أحضان الحور العين إن شاء الله).. وسالت الدموع، وعلت الشهقات، وصاح صائح لا يدرى ما هو:
خندقي قبري وقبري خندقي وزنـادي صـامتٌ لم ينطقِ فـمتى يـنطق رشاشي متـى لـهباً يصـبغ وجه الشـفقِ ومتـى أخلـعُ قيـداً هدّنـي وثيـاباً نسجـت مـن قـلقِ
ثم انطلقنا تظللنا سحائب الرحمة والمغفرة والرضوان، حتى أن إشارات المرور كلها مضيئة باللون الأخضر، وكأنها تمهد الطريق لجحافل الحق وعصبة الحسبة، أما الرادار فقد أعماه الله عنا حتى وصلنا إلى مفرق بن أم جدعان.. فاجتمعت الفيالق، ووقف الشيخ محمد بهم خطيباً وقال: ضحوا تقبل الله ضحايكم فإني مضح بمعجب الزهراني، . فإنه زعم أن الحداثة لا ريب فيها وأن العلمانية هي الحل، ما ينقم منا بنو (علمن)، إنْ هي إلا إحدى الحسنيين إما النصر وإما الشهادة. ثم عقد الشيخ لواء الميمنة لأوس بن الأرقم (سليمان الدويش) وعقد الميسرة للمغيرة بن المقوقس (الاسم الفني لمحمد الهبدان) وأمَّر على رماة النبل ربعي بن سَحْـلَـة السنوسي (الاسم الجهادي للشيخ أبا لجين الدوسري) ثم صرخ الشيخ محمد بالقوم: يا خيل الله اركبي، فانتفض القوم وهم يكبرون وامتطوا دوابهم وانطلقوا قبالة ميدان المعركة في كلية اليمامة.
وما أن تجاوزنا الكُبري المقابل لكلية اليمامة حتى هبت علينا نسائم باردة ما رأينا مثلها، معبوقة بدهن العود المعتق، حتى تلاعبت بلحانا، فمنّا آخذ بمشطه يمشطها، ومنا ممسك بها بيده يخللها، وعلا الهرش والحك والدعك، ورأينا ملائكة بيض تظللنا، وجيش عرمرم من طيور الخرنفع (طائر معروف) يحوم حولنا، وفي مناقيرها مناشير تسقط علينا فتاوى للشيخ صالح الفوزان عن (فضل الاحتساب).. وسمعنا صوتاً يأتي قبالة وادي لبن يقول: (ربح البيع أبا لجين).. فاقتحمنا مقرّ المسرحية من أعلاها ومن أسفلها، وأصدرنا أوامرنا أن يبقى رماة النبل في مواقعهم حتى يؤذن لهم، إلا أنهم هداهم الله استعجلوا لما رأوا فتح الله علينا، فنزلوا إلى الميدان وحصل هرجٌ وما تيسر من المرج، وعلت صيحات الشباب الغيور على دين الله: هل من جواري؟ هل من سبايا؟ وتوجهوا قبالة خدر النساء يريدون السبي لكن لم يكتب لهم منه شيء.
وقد روى لي الشيخ سليمان الدويش حفظه الله، أن أحد غلمان العلمانيين شج رأسه بالمكيروفون فأغمي عليه، ورأى في غيبوبته حورية كأنها (كميرون دياز) وقد لبست أجمل حلتها وزينتها فقال لها: ما خطبك يا جارية؟ فقالت: أنا حوريتك في الجنة بعد أن تستشهد في هذه المعركة، ثم غمزت له وقالت: ( يخزي العين شو حلو، شو مرتب) فقام الشيخ وكأنه جحش هائج وصاح قائلا: ليس بيني وبين تلك الحورية إلا أن يقتلني هؤلاء! بخٍ بخ! حتى شج ثانية بكرسي على رأسه، فسال الدم على لحيته حتى امتزجت سعبولته بدمه، وقال: فزت ورب الكعبة، قالها ثلاثاً.

أما أبا لجين فتترس خلف مقعد، واخذ يزبد ويرعد من وراء جُدُر، فرآه الشيخ محمد فصرخ به: ما بالك تتولى يوم الزحف يا أبا لجين؟ فأخرج رأسه من تحت أحد الكراسي وقال: ما أنا إلا من مجاهدي النت، لا أقوى على عِراك الوغى ومقارعة الحِراب، فإليك عني يا شيخ، ثم بكى حتى ابتلت لحيته عفا الله عنه.
أما الفيء، فقد أفاء الله علينا بغنائم كثيرة من ميكروفونات وسماعات وفُرُش نقلتها (هايلوكسات الصحوة) نحو بعض المراكز الصيفية والمخيمات فكان فيها خير كثير, طبعاً بعد أن أُسلمت تلك الأجهزة حيث قمنا بتلاوة الآذن من خلال تلك الأجهزة حتى تطهر ما بث فيها من غناء وفُحش , أما الفُرُش فقد قام الشيخ / سليمان الدويش بالتمرغ عليها كما تتمرغ الدابة من أجل تطهيرها من دنس الفسق والمنكر قياساً على دباغ جلد الميتة .
ثم أسر من أسر من المجاهدين وشُج من شُج، وعادت الجحافل غانمةَ بفضل الله، وقد أخذ على بعض المجاهدين التعهدات وخرجوا من الأسر معززين مكرمين، وقد شُكلت لجنةٌ لمناصحتهم من المشائخ الفضلاء رأسها الشيخ/ محمد النجيمي، وأوصت بتزويجهم وصرف (جُعلٍ مبارك) لهم، وقد أمٌّنت لهم وظائف، ورد الله كيد (بني علمن) في نحورهم، نسأل الله أن يبقي لنا مجاهدينا، ويمد في غزواتنا، ويبقي لنا مشائخنا.

هناك تعليق واحد:

chemist يقول...

هل صحيح ان موقعك ممنوع الوصول اليه في السعوديه؟